أكد محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، ياسر الرميان “على أهمية استمرار الاستثمار في النفط والغاز خلال مرحلة تحول الطاقة العالمية. وذلك أثناء مشاركته في قمة الأولوية التي تستضيفها مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقدة في ميامي، حيث لاقت القمة حضورا واسعا من صنّاع القرار وأبرز القادة لمناقشة أهم الأولويات للمجتمع”.
وأوضح الرميان “أن صندوق الاستثمارات العامة يقود التحوّل في المملكة على مستوى غير مسبوق. ويطلق مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي والفرص الاستثمارية، حيث يعد الصندوق المحرك الرئيسي لاقتصاد المملكة والممكّن الأساسي لتحقيق رؤية السعودية 2030 ويركّز الصندوق على 13 قطاعاً استراتيجياً، حيث أسس 71 شركة واستحدث ما يقارب نصف مليون وظيفة”.
وقال الرميان “إن التحوّل بشكل كامل للطاقة يحتاج وقتاً طويلاً، مشيراً بأن ما يميّز أرامكو هي الرؤية طويلة المدى ونطمح بتوسيع نطاق هذه الشركة بشكل أكبر”. وأفاد أحد الأشياء التي نعمل عليها هو كيفية خفض الانبعاثات. كما بين الرميان “في أرامكو نعمل على كيفية خفض الانبعاثات الناتجة عن محركات الاحتراق الداخلي والمركبات”. وأشار الرميان “نحن بحاجة إلى الوقود التقليدي والتعدين والبتروكيميائيات، لأنه لا يمكن بناء طواحين الهواء والألواح الشمسية بدون مواد البتروكيميائيات”. واستطرد الرميان “إنه يجب أن يكون لدينا بعد نظر ولا نتبع مفهوم أو أيديولوجية معينة، دون أن نفكر بالآثار المترتبة على ذلك”.
وكان محافظ صندوق الاستثمارات العامة شدد في جلسة حوارية في افتتاح أعمال القمة يوم الخميس الماضي على أن السعودية قادرة على أن تصبح مركزاً عالمياً أساسياً للذكاء الاصطناعي والصناعات المرتبطة به، مشيراً إلى امتلاكها العديد من المزايا التنافسية لتحقيق هذا الهدف، وبينها ريادتها في موارد الطاقة النظيفة، ووجود الإرادة السياسية والقدرات التمويلية والكفاءات البشرية. وتطرق الرميان إلى استراتيجية الصندوق، قائلاً إن أكثر من 70 % من استثماراته محلية وموجهة نحو اقتصاد السعودية، في حين تراجعت الحصة العامة من الاستثمارات الدولية إلى أقل من 25 %، في ظل تركيزه على مشاريعه في المملكة.
وأوضح أن استثمارات الصندوق تستهدف بشكل رئيس القطاعات الجديدة؛ لأنه يرغب في إحداث أثر طويل الأمد، لكونه المحرك الاقتصادي لرحلة التحول ضمن “رؤية السعودية 2030″، التي تمتاز عن سواها من الخطط الاستراتيجية الدولية بنجاحها في تحقيق عدد من مستهدفاتها قبل موعدها. وتابع الرميان: “الصندوق يستثمر ما بين 40 و50 مليار دولار سنوياً، وهذا سيستمر حتى 2025. وننظر دائماً إلى استثماراتنا في المملكة من زاوية أثرها على الناتج المحلي، وتوليد الوظائف، وزيادة المحتوى المحلي”، معرباً عن التطلع إلى “معدل عائد داخلي مرتفع على استثماراتنا لصنع أثر مستدام للاقتصاد السعودي في إطار تحقيق رؤية 2030. وحول الاستثمارات الدولية للصندوق، قال إن قيمتها تواصل الارتفاع من حيث الحجم، رغم تراجع نسبتها مقارنة بالاستثمارات المحلية، لافتاً إلى أنها في السوق الأميركية تبلغ 40 % من إجمالي استثماراته الدولية على شكل استثمارات أو مشتريات؛ إذ بلغت استثمارات ومشتريات الصندوق وشركاته بمحفظته من تلك السوق أكثر من 100 مليار دولار منذ عام 2017 حتى نهاية 2023”.