من المهم جدا إدراك الدور الحقيقي للجامعات التي يأتي على رأسها بإضافة إلى التعليم والبحث العلمي ما يتعلق بخدمة المجتمع، فدورها يبنى على المشاركة الفاعلة في الجوانب المختلفة المتعلقة بتنمية المجتمع وتحقيق جودة الحياة لأفراده، وخاصة مع ارتباط هذا الدور بصورة مباشرة مع رؤية 2030 الاستثنائية والشاملة التي أولت جودة الحياة كثيرا من الاهتمام. ولقد قدمت جامعة الملك فيصل بقيادة رئيسها المكلف سعادة الدكتور مهنا بن عبد الله الدلامي خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام 1445 صورة رائعة من هذا الدور وأعطت مجالا رحبا للاستفادة من تجربتها الرائدة في مختلف القطاعات حيث انطلقت من رؤية عصرية وفكرة نابغة تحاكي عددا من افضل جامعات العالم لتعلن أنها “جامعة بلا أسوار” تتداخل مع المجتمع وتحضن فعالياته المنوعة وأفراده دون هدف ربحي. قدمت جامعة الملك فيصل خلال رمضان للعام 1445 سيمفونية جميلة من الأداء التفاعلي والمتكامل من خلال إحياء “ليالي كفو الرمضانية” والتي امتدت لعشرين ليلة متواصلة، لقد كانت هذه الليالي قبلة لأهالي المنطقة بل والزائرين من خارجها ووفرت فعاليات منوعة محققة ومرضية لكافة الميول، مع احتفاظ بطابع رمضاني أحسائي خاص، ولم تقتصر الفقرات والبرامج على الجانب الترفيهي كما لم تتقوقع على الجانب الأكاديمي بل ضمت الجانب التوعوي والطبي والتثقيف الصحي واللقاءات المنوعة ومشاركات الطفل، وتسويق المشاريع للطلبة، والمناسبات الخاصة من حفلات ترقيات، وتكريم لفئات خاصة مثل الايتام وما إلى ذلك من مشاركات تجسد التكاملية في الأداء، و وكان من أبرز نقاط النجاح والتميز أن تولى تنفيذ معظم الفعاليات والمشاركة فيها بل وتغطتيها طلاب وطالبات الجامعة في تطبيق عملي ومباشر وحقيقي للمخرجات المستهدفة من المنهج الدراسي وخاصة مثل طلبة الإلام والتسويق والإدارة. ولقد حققت هذه المعادلة نجاحا كبيرا أكدته مجموعة من المؤشرات التي منها الحضور الكبير الدائم واليومي من كافة أطياف المجتمع، والمشاركة الطلابية الكبيرة، والتواجد الضخم لمنسوبي الجامعة بصورة دائمة، والتغطيات المتميزة لأفراد المجتمع على برامج التواصل الاجتماعي بل والرغبة من عدد من الجامعات وغيرها من المنظمات خارج المنطقة في استنساخ التجربة وتنفيذها العام القادم . لقد أثمرت الجهود المبذولة بصورة جميلة جدا، قربت الجامعة لمجتمعها، وضمتهم تحت جناحها، وكسرت في صورة من الصور حواجز التواصل معها، ولقد كان شعار “جامعة بلا أسوار” شعارا مضيئا في سماء الجامعة، وبابا نحو تواصل أكثر تفاعلا وأداء مع المجتمع بقناعة واهتمام، وكلنا أمل في مزيد من الاعمال المتكاملة والممتدة للجامعة والجامعات ككل، بما يعرب عن الدور الحقيقي لها وخاصة في الوضع الحالي للمملكة العربية السعودية التي تشهد تطورا كبيرا على كافة الأصعدة، وتتطلب كل مبادرات النجاح المنوعة والمبدعة. جامعة الملك فيصل
10:10:15am
استضافة المملكة لكأس العالم 2034: إنجاز رياضي واقتصادي تاريخي
