“عشوائيات” انها ليست المباني المترامية والمتراصة فوق بعضها البعض بل إنه مصطلح قديم أُستحدث ليحمل معنى آخر، وتفسيرًا للـ عشوائيات بمعناه الجديد هو مصطلح يشار الى تلك اللقطات المأخوذة دون ترتيب مسبق لها ولا تتضمن معايير عالية، أتّبع هذا النهج في بدايته قلّة من فئة الشباب إلى أن إتسعت الدائرة لتضم مختلف من الفئات العمرية بالمجتمع وفي زمن السرعة والتطور لن يتوقف الأمر الى هُنا وحسب ولن يبقى شيء على حاله فتطورت العشوائيات وحكمتها المعايير وتنافست الفئات فيما بينها، فمنهم من قام بشراء معدات إحترافية عالية للتباهي جاهلًا كيفية أستخدامها ومنهم من حصد جوائز في بطولات تصوير الهاتف المحمول ومنهم من سُطّر أسمه بين طيات الصحف المشهورة كمصور مُحترف فلم تتغير العشوائيات لوحدها بل كان لملتقطيها نصيب من هذا التغيير، فقد أثبت مستخدمي الهاتف جدارته بشتى المجالات والصناعات كصناعة الأفلام مثلًا عندما أنتج المخرج هومان خليلي أول فيلم سينمائي بواسطة هاتف محمول، شاع هذا النهج لدى العديد من المخرجين ونشرت ثقافة إنتاج الأفلام بالهاتف لتوليد الإبداع المكتنز بالدفاتر والعقول حتى لا تكون سجينة لمعضلة الميزانية التي تتطلبها تلك الصناعة، فالأفلام الان لم تعد حكرًا على عدسات وتقنيات محددة لأن الهاتف فرض سيطرته على هذا المجال وعلى غيره من المجالات الأخرى، ولصناعة الأفلام مكانة ذات أهمية بالغة في المملكة العربية السعودية فتم تخصيص هيئات وجمعيات متخصصة لدعمه وتطويره حتى يتمكن من المواجهة والمنافسة محليًا وعالميًا ساعيًا للإرتقاء ولتحقيق الأهداف السامية وهذا مافعلته هيئة الأفلام فقد أتاحت للمهتمين والممارسين لقاءات ودورات تدريبية يقدمها الخبراء والمختصين ومن ضمن برامجها برنامج كادر وبرنامج صناع الأفلام وغيرها تعزيزًا وصقلًا لكفاءات أبناء الوطن محترفين كانوا أم مبتدئين، فلا نعلم هل ستتوقف العشوائيات على هذا النمط أم أن لها تحول آخر.