احتضنت جمعية أدباء في مجلس أنسها الأدبي من خلال جلستها الرابعة أول مسامرة أدبية نسائية بمشاركة نخبة من الشاعرات والأديبات والكاتبات والإعلاميات وسيدات المجتمع مساء الأحد الموافق ٤ من شهر ذي القعدة ١٤٤٥ في مقر الجمعية بالأحساء .
وقد ذكر رئيس الجمعية الدكتور محمود الحليبي أن إقامة مثل هذه الأمسيات نهدف من خلالها في الجمعية إلى تعزيز الثقافة الأدبية في محافظة الأحساء، وتسليط الضوء على الأصوات الأدبية النسائية المبدعة والتعريف بنتاجهن ومنجزهن الشعري والأدبي . و تعد هذه الأمسية خطوة مهمة نحو تشجيع الشاعرات والأديبات والقاصات والكاتبات وتمكينهم من التعبير عن أفكارهن ومشاعرهن من خلال الكلمة الأديبة التي تعكس التطور الثقافي والاجتماعي الذي تشهده الأحساء ويسهم في تعزيز التوازن بين الجنسين .
بدأ مجلس الأنس بكلمة ترحيبية قدمتها أ . فاطمة بوجليع ذكرت فيها أن جمعية أدباء في الأحساء منارة الثقافة والأدب وصرح ينقل نبض الإنسان للإنسان، ويلخص مشاوير الإبداع …
جمعية أدباء لها أثر فاعل في تغذية حراك الثقافة والأدب من خلال البرامج والفعاليات المتنوعة التي تقدمها، والتي تتناسب وتحولات المرحلة الراهنة ، وهاهي تفتح آفاقا جديدة لتضم إليها كل من يعشق الإبداع الأدبي.
بعد ذلك لخصت أ .مها النصار عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة صناعة المواهب ورعايتها دور الجمعية وأثرها في المشهد الثقافي والأدبي فهي امتداد لما قدمه نادي الأحساء الأدبي سابقا لكن بحلة جديدة مواكبة للطموح والتطلعات .
ولأن المنظمة الجادة تهتم بأثر المنتمين إليها ، وتعرف قيمة ما تعود به من أفكار ورؤى المستفيدين منها تحدثت عضو مجلس الإدارة في الجمعية أ. بشائر السنيني عن هذا الدور وماله من قيمة في رفع مستوى ما يقدم للجمهور وتحسينه حسب متطلبات الحياة ومتغيراتها ومواكبتها .
ثم قدمت المتألقة الشاعرة تهاني الصبيح قصيدة شعرية تطيب بها الأجواء وتنقاد لها الأسماع والمشاعر. بعنوان
( ما يدّعيه كاهن الحُب )
من جانب الطور كان الحبُّ مفردة ..
..من السماء ونجماً ثاقباً هبّا
وكان في يوسفٍ وجهٌ لطافتُهُ
كادتْ بخفّتها أن توقدَ الجُبّا
وكان غيباً لإسماعيلَ مختزلاً
بالأمنيات ونحراً ينتشي حبّا
كان الثباتَ الذي في السعيِ جذّرهُ
يقينُ هاجرَ لما قلبُها لبّى
كان النقاوةَ لمّا زمزمٌ نضحتْ
ماءً طهوراً على أوجاعِنا صُبّا
ثم دارت المسامرة بين الحاضرات حيث قالت
الدكتورة أحلام الوصيفر أستاذة الأدب والنقد بجامعة الملك فيصل : ” سعادتي في هذه الأمسية الأدبية المباركة التي تجمع أديبات الأحساء ومثقفاتها غامرة؛ ملؤها تجاذب أحاديث النثر، وقصائد الشعر، هذا هو وجه الأدب الآخر الذي سيكون نواة للنهوض بالأدب ومثقفيه وهو ( جمعية أدباء ) تلك المنارة الأدبية التي تعد وجها جديدا لجذور مشاركاتنا السابقة في نادي الأحساء الأدبي. كلنا شوق غامر وفرح عامر بهذا الجمع المبارك “.
ثم قدمت الشاعرة حوراء الهميلي قصيده بعنوان ( أغنيةٌ ما غادرتْ عُشَّ فمي ) منها :
يُروى عن النخلِ أنَّ اللهَ كلَّمَها
وأنزلَ الوحيَ في ( هجرٍ ) وألْهَمَها
ومنذُ ميقاتِه مدَّتْ سواعدَها
نحو السماواتِ كي تصطادَ أنجمَها
ثم جاءن مداخلة الدكتورة هيفاء الحواس الأستاذ المشارك في قسم النحو والصرف في جامعة الملك فيصل حيث قالت :
” يقول ابن عباس رضي الله عنهما:( إذا استغلق عليكم شيء من كتاب الله فعليكم بديوان العرب ) وديوان العرب هو قولهم من شعر ونثر.. وهذه الجمعية المباركة حينما تعقد مثل هذه المجالس التي ينشر فيها كلام الأدباء والشعراء فهي تقوي بذلك الملكة اللغوية لدى السامعين ولدى الحاضرين، وبالتالي يقوى فهمنا جميعا لكتاب الله عز وجل، هذا الكتاب العظيم الذي هو معجزة النبي عليه الصلاة والسلام
جاء النبيون بالآيات فانصرمت
وجئتنا بحكيمٍ غير منصرم
آياته كلما طال المدى جددٌ
يزينهن جلال العتق والقدم
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له
وأنت أحييت أجيالا من الرمم
بارك الله لكم في هذه الجمعية وجعلها منبر علم وهداية “.
بعد ذلك قدمت الشاعرة مريم الفلاح قصيدة بعنوان ( سيرة ذاتية ) :
أنا امرأة يعاندها الخضوعُ
وترغمها الصُّروف ُ فلا تطيعُ
وتلمعُ في مآقيها الأماني
ويضحك ُ في تبسُّمِها الربيعُ
ونص ( استراحة متعب ) :
لا تغتربْ كلُّ أنثى في الهوى وطنٌ
ترعى الأمومةَ إن عافَ الحنانَ أبُ
نحنُ النساءُ إجاباتٌ وأسئلةٌ
فسلْ وحاذر تُجبْ يوما فتنتَكِبُ
ثم مداخلة لمدير مكتب التعليم بالمبرز أ.فريزة السبيعي
التي اعتبرت هذا الجمع الأدبي ضرورة ملحة يجب الحرص على إقامته بين الفينة والفينة لما يحمله من نفع وفائدة مع إشراك الطالبات الموهوبات في هذا الحراك فالأحساء تزخر بالمبدعات .
ثم مداخلة للدكتورة صباح العرفج حيث شددت على ضرورة انتقاء العناوين الجاذبة والمواضيع الجادة ودمجها بالأدب لنكون مواكبين لكل المستجدات .
بعد ذلك حلقت بنا المشرفة التربوية أ. هدى الحمود بين مقطعات شعرية متنوعة بعناوين :
إلى ( الأحساء أشواقي ) و ( دُرّيّةٌ ) و قصيدة لبيك يا وطني .
بعد ذلك مداخلة للمذيعة أ.وفاء بخش سيدة أعمال مستشارة و مدربة في الإتيكيت ذكرت أن جمعية أدباء فاقت توقعاتها وحملتها مسؤولية تجاه هذا الصرح الأدبي التي تتوقع منه الكثير من التأثير في شحذ المنطقة بالنافع وإسماع من هم خارج الأحساء بصيتها وفعالياتها الناجحة .
ثم مداخلة أ. وفاء بوخمسين تحدثت عن أدب الرحلات ومايصوره من احداث من خلال الرحلات والتنقل بين البلدان وذكرت أن كتب الرحلات من أهم المصادر الجغرافية والاجتماعية والتاريخية لأن الكاتب يستقي المعلومات والحقائق من المشاهدة الحية .
ثم استمرّت المداخلات مع الدكتورة عبير الجعفري و الأستاذة عزيزة بورقة و أ. وفاء الرمضان وأ. أفراح السلطان و أ. ريم المطلق و أ. بديعة المعيبد حيث قدمت إهداء من كتابها لجمعية أدباء، كما قدمت أ. فطمة زلزلة نصا بعنوان ( إجهاض ) وآخر ( وعد للقاء) .
وكان الختام مع الشاعرة الدكتورة هاجر الجغيمان أستاذ النحو والصرف واللغة في جامعة الملك فيصل التي ألقت مقطعتين من شعرها :
بعضُ المشاعر لا ترى … هي فوق ما يَصفُ الورى
هي مثلُ دمعةِ عابدٍ …
وسط الظلام على الثرى
ثم كلمة عن المعنى اللغوي الدقيق للشعر، وطرحت بعض الأسئلة وأجابت عنها مثل: لم سمي الشاعر شاعرًا؟ وهل الشعر ممدوح أو مذموم؟ ولماذا نفى الله سبحانه عن نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكون شاعرًا؟ وما الفرق بين القرآن والشعر؟ ثم ختمت حديثها بتفسير قوله عز وجل عن الشعراء في آخر سورة الشعراء.
ثم أشادت الحاضرات بالمسامرة التي اعتبرنها بداية حافلة لسلسلة من الفعاليات المستقبلية للأدب النسائي وتعزيز دور المرأة في المجتمع الأدبي .
بعد ذلك تم توزيع استبانة إلكترونية لرصد مقترحات الضيفات كما تم تمرير رابط الانضمام لمجلس الأنس الأدبي على التيلجرام
https://t.me/+5zcFpL3dpgNmMjI0