تؤثر الصدمة النفسية عليك دون أن تدركها، و تحمل في طياتها تكلفة خفية قد لاتراها بالعين المجردة.
ولها عواقب وخيمة بشكل عميق ومستمر .
تختلف الصدمة على حسب تجربتك، وتترك أثر طويل على المدى البعيد على صحتك النفسية والجسدية والعقلية.
هذه الإنعكاسات قد لا تكون دائماً واضحة ، ولكنها تقيد قدرتك على اتخاذ القرارات ، وتسيطر على علاقاتك مع الآخرين ، وتقلل من إمكاناتك في تحقيق نجاحك وسعادتك .
تظهر هذة التكلفة الخفية للصدمات على عدة أقنعة مثل القلق المستمر ، اكتئاب ، أو اضطرابات جسدية غير مبررة كالتعب المزمن ، الأراق ، أو نوبة هلع غير مرغوبة .
بمرور الوقت ، قد تجد نفسك تتجنب مواقف معينة ، تفقد الثقة بنفسك، أو تشعر بالخوف من التغيير ، مما تفسد عليك جودة حياتك .
ما يجعلها أكثر تعقيداً هو أنها غالباً ما تمر دون أن يلاحظها أحد ، حتى من قبل الشخص نفسه.
قد تكون هذه التكلفة نتيجة تراكمية لتجارب مؤلمة تعرضت لها في الماضي من خلال طفولة صعبة، علاقات مؤذية، أو أحداث صادمة تركت فجوتها في عقلك الباطن .
بالإضافة إلى ذلك قد تؤدي الصدمات إلى عقبات في أدائك اليومي ، ربما تشهد إنتاجيتك في العمل تراجعاً ، أو صعوبة في التركيز ، وصعوبة في الحفاظ على علاقاتك الاجتماعية.
كما يقول الكاتب الأمريكي آلان دو بوتون : ” لانعرف أحياناً مدى تأثير تجاربنا الصادمة حتى تتجلى في حياتنا اليومية”
الصدمة ليست مجرد حدث بل هي إشارات على عمق معاناتك الداخلية وتفاعلك مع محيطك .
وللحد من تأثير هذه التكلفة الخفية ، من المهم إدراك أعراض الصدمات ونتعامل معها برفق. يشمل ذلك البحث عن دعم من مختصين في الصحة النفسية، والانخراط في العلاج النفسي ، أو العلاج السلوكي . هذه الخطوات تساعدك على معالجة المشكلة وتعزز من قدرتك على استعادة قوتك على مواجهة التحديات .
في النهاية يجب الاعتراف بالتكلفة الخفية والعمل على تجاوزها وهي الخطوة الأولى نحو حياة أكثر صحة وسلامة. من خلال التفهم العميق لمشكلاتنا النفسية وتوفير الدعم المناسب لنا واستعادة التوازن النفسي .
أمل اليزيدي