أفاد تقرير حديث نشرته “الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان” عن ازدياد ملحوظ في معدلات الإصابة بين البالغين دون سن الخمسين.
واستنادًا إلى بيانات صحية تم تحليلها بين عامي 2010 و2019، أظهر التقرير ارتفاعًا في حالات الإصابة بسرطانات الثدي، القولون، والمستقيم، خصوصًا بين الفئات العمرية في الثلاثينيات.
ما يثير القلق هو أن عام 2019 شهد أكبر زيادات في أنواع السرطانات، بما في ذلك سرطان الغدة الدرقية والثدي والقولون.
وارتفعت حالات سرطان القولون والمستقيم المبكر بنسبة 1.9% سنويًا خلال الفترة المذكورة.
تأثير الكحول على السرطان
يربط التقرير بين استهلاك الكحول المفرط وزيادة خطر الإصابة بـ 6 أنواع من السرطان، من بينها سرطان الخلايا الحرشفية في المريء، سرطانات الرأس والعنق، سرطان الثدي، القولون والمستقيم، الكبد، والمعدة. هذه النتائج تدق ناقوس الخطر حول دور الكحول كعامل رئيسي في تطور السرطان، مما يستدعي ضرورة مراجعة عادات الشرب.
وتشير د. جين فيجيريدو، عالمة الأوبئة في مركز سيدارز-سيناي الطبي بلوس أنجلوس، إلى أن “الكحول يؤثر على بكتيريا الأمعاء التي تلعب دورًا في نمو السرطانات”. هذا الكشف يضيف بُعدًا جديدًا لفهم كيفية تأثير الكحول على الصحة ويعزز من أهمية تناول المسألة بجدية أكبر.
نقص الوعي بالمخاطر
بالرغم من خطورة هذه النتائج، إلا أن التقرير كشف عن فجوة في الوعي العام حول مخاطر الكحول.
وأظهرت الإحصائيات أن 51% من الناس لا يعرفون أن الكحول يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وهذا الأمر يتطلب حملات توعية مكثفة لتثقيف الجمهور حول المخاطر الصحية المرتبطة بالكحول.
وفيما يتعلق بالاعتقاد السائد بأن النبيذ الأحمر مفيد لصحة القلب، أوضحت فيجيريدو: “العديد من الطرق متاحة للحفاظ على صحة القلب، ولكن لا يمكن تجاهل أن الكحول يزيد من خطر السرطان، مما يجعل فوائد النبيذ الأحمر المزعومة أقل أهمية أمام هذه المخاطر”.
الكحول وسرطان الثدي
ألقى التقرير الضوء بشكل خاص على العلاقة الوثيقة بين استهلاك الكحول وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
يعتقد العلماء أن الكحول يرفع مستويات هرمون الأستروجين، مما يساهم في تطور سرطان الثدي. ويعد تقليل استهلاك الكحول من الطرق الفعالة التي يمكن للنساء من خلالها تقليل خطر إصابتهن بهذا النوع من السرطان.
أظهرت دراسة أن أقل من ثلث النساء بين سن 18 و25 عامًا يدركن أن الكحول يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، مما يجعل توعية هذه الفئة العمرية أمرًا بالغ الأهمية لضمان فهم أعمق للمخاطر المرتبطة بالكحول.