كشف معالي المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، أن هناك من يحاول التقليل من منزلة الكتاب بدعوى وجود ما يعوضه في النشر الإلكتروني أو غيره، موضحًا: إذا نظرنا إلى الماضي وجدنا مثل هذه الأفكار، حيث كان هناك من يحاول أن يستنقص من قيمة الكتاب بمحاولة الرفع من وسائل أصبح لا قيمة لها في عصرنا الحاضر، مثل الأشرطة (الكاسيت)، موضحًا أن من يعتقد بأن وجود تقنيات تؤلف الكتب سوف ينهي الكتب هو اعتقاد خاطئ، حيث إن المؤلفات المعتمدة على التقنية -غالبًا- ما تفتقد لتوثيق معلوماتها، ويختلط فيها الغث والسمين.
جاء ذلك في ندوة حوارية بعنوان “أهمية القراءة والتدبر في تشكيل الوعي”، ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2024م، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار “الرياض تقرأ” في جامعة الملك سعود.
وقال معاليه: “لا بد أن نستشعر أن أول توجيه إلهي نزل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أمرًا بالقراءة، وأن نستشعر أن النبي -صلى الله عليه وسلم -كان يولي القراء مكانة خاصة، ولذلك كان يطلب من أصحابه أن يتعلموا القراءة، وقد ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل من أنواع الفداء الذي يقدمه أسرى بدر أن يعلموا أبناء المسلمين القراءة، ووقتها سنعلم الفائدة العظيمة في هذا الباب”.
وأضاف: “إذا نظرنا إلى هذه الأمة وجدنا أنها في عصورها المتعاقبة والمتتابعة ضربت لنا أروع الأمثلة فيما يتعلق بهذا الباب في النشاط العلمي الكبير الذي نجده في المكتبة الإسلامية في فروع العلوم والفنون كافة؛ مما يتجاوز ما في الأذهان، ولولا ما ورد على الكتاب من هجمات ليست بالقليلة لوجدنا كتبًا مضاعفة، أكثر مما لدينا الآن”.
وأشار معاليه إلى أهمية تنظيم الوقت حتى يتمكن الإنسان من توفير وقت كافٍ للقراءة، موضحًا أن أكثر ما يستهلك الأوقات هو متابعة ما لا ينفع ولا يفيد، دون استشعار لقيمة العمر الذي يذهب سدى.
يذكر أن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2024م مستمر في مقر المعرض بجامعة الملك سعود حتى 5 أكتوبر 2024م، ليتيح لزواره من عشّاق القراءة والكتاب والمعرفة، لقاء عدد من أبرز الكُتّاب والمبدعين والأدباء والمثقفين ضمن تجربة ثقافية ومعرفية فريدة ومتكاملة.