أجمع المشاركون في ندوة حوارية، ضمن فعاليات مؤتمر النقد السينمائي الدولي الذي نظمته هيئة الأفلام، في العاصمة الرياض خلال الفترة من 6 إلى 10 نوفمبر 2024، في مسرح ميادين في الدرعية، على الدور التاريخي الذي لعبته السينما الصامتة، في جعل المهتمين بالفن السابع يفهمون أبعاد السينما الحالية، وانتقدوا من يصفون السينما الصامتة بطريقة سلبية، مؤكدين أنه لولا السينما الصامتة لحالت أمور كثيرة دون تطور السينما كما نراها في الوقت الراهن.
الندوة الحوارية التي أقيمت ثاني أيام المؤتمر تحت عنوان “لماذا لا تزال الأفلام الصامتة مهمة؟” أدارتها الصحفية والناقدة السينمائية المقدونية مارينا كوستوفا، وشارك فيها الكاتبة والناقدة السينمائية السعودية مشاعل عبد الله، والناقدة السينمائية النيجيرية اديرنسولا أجاو، والمؤرخ والناقد السينمائي جاي ويسبرغ.
وقال ويسبرغ، وهو مدير مهرجان “أيام السينما الصامتة” الإيطالي، أكبر وأقدم مهرجان في العالم للأفلام الصامتة الأرشيفية، “إن أكبر إحباط يسببه الكثيرون هذه الأيام هو التفريق بين السينما الناطقة والسينما الصامتة، ويصفون الأخيرة بشكل سلبي، غافلين عن دورها التاريخي الذي يسهم بقدر كبير في جعلنا نفهم السينما الراهنة”.
وأكدت مديرة الحوار مارينا كوستوفا على أهمية النظر إلى الوقت الذي ظهرت فيه السينما الصامتة، وأنها استعانت عندئذ بعازفي البيانو والأوركسترا، واستفادت من وجودهم في خلق مؤثرات صوتية خاصة”.
وقالت مشاعل العبدالله إن “المشاهدين في الوقت الراهن يعاملون الفيلم معاملة صامتة، ويريدون أن يعيشوا الفيلم في بيئة صامتة خالية من الصخب”.
الناقدة اديرنسولا أجاو حكت عن تجربتها حين شاهدت فيلماً صامتاً للمرة الأولى، وقالت: “كنت أستطيع سماع الصمت، وهذا ما جذب انتباهي. لكنني لا أستطيع في هذه الأيام أن أستبعد الصوت عن الفيلم، فالموسيقى تكمل المشهد”.
وقال جاي ويسبرغ أن هذه الأهمية تاريخية ولا تنفي أهمية الصوت، “فالأصوات والموسيقى ترشدنا أكثر، وتجعلنا نفهم أبعاد الصورة بشكل أعمق. في الفيلم الصامت تشعر أنك تخسر شيئاً ما، فالصوت شيء أساسي، والفيلم الصامت تماماً يبعدنا عن التجربة الأصلية للفيلمً”.
ويركز مؤتمر النقد السينمائي الذي يقام على مدار خمسة أيام، تحت عنوان “الصوت في السينما”، على التعريف بالنقد السينمائي ومفاهيمه وتطبيقاته، ويجمع المتخصصين والمهتمين في مجال النقد السينمائي وثقافة الفيلم، لتبادل الخبرات، وتعزيز المشاركة الوطنية والإقليمية والدولية في الحوارات المتعلقة بهذا الحقل المهم في صناعة السينما.