في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين.. إنها منصات تمكننا من التواصل مع الأصدقاء والعائلة، ومشاركة الصور والأفكار والأحداث اليومية. ومع ذلك، فإنها ليست خالية من المخاطر، ومن بين هذه المخاطر ظاهرة الابتزاز، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
يتم تنفيذ الابتزاز عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق استخدام المعلومات الشخصية والصور والفيديوهات، التي يتم تبادلها عبر هذه المنصات؛ إذ يقوم المبتزّ بالتهديد بنشر هذه المعلومات أو استخدامها ضد الشخص المستهدف ما لم تتم تلبية مطالبه، التي يمكن أن تكون مالية، أو تعاملًا مع مطلب معين آخر، أو حتى القيام بأعمال غير قانونية.
تعدّ ظاهرة الابتزاز عبر مواقع التواصل الاجتماعي خطيرة لعدة أسباب: أولًا؛ تنتهك الخصوصية، وتخرق حقوق الأفراد في الحفاظ على سرية معلوماتهم الشخصية، وهي – ثانيًا – تسبب ضررًا نفسيًا وعاطفيًا للأشخاص المستهدفين، إذ تجعلهم يعيشون في حالة خوف وقلق من انتشار معلوماتهم الشخصية.. وأخيرًا، فإنها تشجع على زيادة حالات الانتحار والاكتئاب بين الضحايا.
قصة:
شاب يتعرض للابتزاز الإلكتروني من خارج السعودية
قصة ابتزاز في السعودية وهي قصة عن الابتزاز الالكتروني متكررة خلال السنوات الأخيرة، حيث تعرض شاب إلى عملية ابتزاز واضحة وخضع لها لمدة سنتين كاملين، قبل أن يقوم بالتبليغ عن الابتزاز الإلكتروني في السعودية.
ولكن قبل الإبلاغ على رقم هيئة الابتزاز الإلكتروني فهذه قصة من قصص ابتزاز في السعودية تتكرر كثيراً، وإليكم القصة:
الشاب يعيش في مدينة جدة السعودية، تعرف على فتاة من خارج السعودية، وقام بمحادثتها لعام كامل دون أن يشك لحظة أنها عضو في عصابة تقوم بالابتزاز الإلكتروني، في خلال السنة استطاعت الفتاة أن تعرف عنه الكثير.
كما استطاعت نيل صور خاصة له وفيديوهات يحادثها بألفاظ خارجة ويقوم بعمل غير أخلاقي، كما تعرفت على العديد من المعلومات السرية عنه مثل حساباته البنكية وغيرها من المعلومات.
فجأة انقطعت أخبار الفتاة لمدة أسبوع على غير عادتها، وبعد أسبوع قام واحد من العصابة بإرسال رسالة على حسابه على فيس بوك، وأرسل له واحداً من الفيديوهات المصورة له، وهدده بأنه سيقوم بنشر هذا الفيديو في كل مكان.
وكان التهديد واضحاً أنه لن ينشر الفيديو في حال دفع عشرة آلاف ريال سعودي وإرسالها من حسابه إلى حساب آخر خارج السعودية، وفي حال عدم إرسال المبلغ سيقوم بنشره.
بالفعل نفذ الشاب المطلوب وأرسل المبلغ من حسابه الشخصي إلى الحساب خارج السعودية، وبالفعل لم يقوم المُبتز بنشر الفيديو، واطمئن الشاب قليلاً وهو في قرارة نفسه يعلم أنه ليس التهديد الأخير.
كيف يمكن التصدي لجريمة الابتزاز الإلكتروني؟: يمكن الاتجاه لاتخاذ مجموعة من الإجراءات في سبيل مكافحة جرائم الابتزاز الإلكتروني وهي كالآتي:الصبر ومحاولة التفكير بهدوء وتقييم الوضع قبل اتخاذ قرار بعينه. الاحتفاظ بجميع المراسلات والصور والتسجيلات والبيانات المتعلقة بالمجمل حتى وإن كنت تراها غير مجدية أو غير حقيقية. قطع الاتصال مع المجرم وعدم التجاوب معه حتى لا تسهل عليه مهمته بالوصول إلى مزيد من المعلومات عنك أو عن محيطك. استشارة شخص متخصص وموثوق في المجال لتلقي النصائح والإرشادات المثالية لمواجهة الأمر بفعالية. تقديم شكوى ابتزاز مرفقة بالأدلة والبراهين وجميع التفاصيل لأحد الجهات المختصة. عزز حماية جميع اجهزتك وحسابات الشخصية عن طريق تدقيق الضبط وتجديد كلمات المرور وتفعيل أنظمة المصادقة الثنائية.
التوصيات:
التواصل مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للاستفادة مما لديهم من صلاحيات تساهم في الإيقاع المتورطين وإتلاف المحتويات الفاضحة بأقصى سرعة وفي سرية تامة.
التوجه ببلاغ رسمي للشرطة تحديدًا لدى قسم مكافحة الجرائم الإلكترونية لضمان التعامل مع القضية باحترافية وفق إستراتيجية محكمة.
تحميل واستخدام تطبيق كلنا أمن الذي يتيح إمكانية تقديم شكوى مباشرة من خلاله والتعامل معها بمنتهى المهنية والكتمان الشديد.
التوجه ببلاغ رسمي عن طريق موقع وزارة الداخلية السعودي من خلال خدمة أبشر.
التقدم بشكوى ابتزاز النيابة العامة وذلك بعد تقديم الشكوى لمركز الشرطة لتصعيد الأمر وطرحه في ساحات القضاء بهدف توقيع أقصى عقوبة مستحقة على الجاني.
الاستعانة بإحدى الجهات المعنية المتخصصة لتلقي الدعم اللازم والتوجيه السليم على أن يراعى اللجوء إلى عناصر موثوقة وبعيدة عن الشبهات مثل مؤسسة بصمة أمان.
اللجوء إلى محامي متخصص في قضايا الابتزاز والتهديد الإلكتروني لضمان الحصول على التوجيه السليم والمتابعة المستمرة الشكوى الابتزاز والمطالبة بتعويض عن الضرر إذا تطلب الأمر.