توصّل فريق من الباحثين في جامعة ليدز في إنجلترا، إلى أنَّ الأنشطة الرياضية مثل الركض تكبح الرغبة في تناول الأغذية غير الصحية، مقارنة مع الذين يعملون عادة بجهدٍ أٌقل بنسبة 15%، فهؤلاء لديهم الرغبة في تناول الوجبات السريعة.
وأظهرت دراسة جديدة، أنّ “ممارسة الرياضة تجعلنا نميل إلى تناول الطعام الصحي، بدلًا من السعي للحصول على مكافأة عالية من السعرات الحرارية”، وبيّن الباحثون أن التمارين الرياضية تعمل على جانبين في آنٍ واحد، حيث تساعد في الاحتفاظ باللياقة البدنية وتقلّل الرغبة في تناول الطعام، بينما يميل الكسالى إلى مكافأة أنفسهم بوجبات ذات سعرات حرارية عالية.
وأكّد مُعد الدراسة، الدكتور جراهام فينلايسون أنَّ “الحصول على النشوة من ممارسة الرياضة يعني أنه لن تكون هناك حاجة للبحث عنها في مكان آخر، وجدنا أن هناك علاقة عكسية واضحة بين حجم النشاط البدني سواء المعتدل أو القوي، الذي يؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وإلى بناء العضلات، وبين الرغبة في تناول الطعام عالي الدسم. حيث يُكافئ الذين قليلًا ما يمارسون الرياضة أنفسهم بالأطعمة عالية السعرات الحرارية، بينما لا ينجذب لها الذين يُمارسون الرياضة كثيرًا”.
ويقوم فريق البحث، الذي يعرض نتائجه في المؤتمر الأوروبي بشأن السمنة في البرتغال، بتعقب 180 مشاركًا، تتراوح أعمارهم بين 18 و 70 عامًا لمدة أسبوع. وقد أُعطيت لكلٌ منهم شارة مخصصة لرصد نشاطهم البدني، ووجد العلماء أنَّ أولئك الذين قاموا بأكبر قدر من التمارين الرياضية، ويتحركون لأكثر من 3 ساعات يوميًا، كانوا أقل رغبة في تناول الأطعمة الدهنية بنسبة 15%، بل كانوا يميلون للأطعمة قليلة الدسم، بينما كان أولئك الذين تحركوا لمدة أقل من 80 دقيقة يوميًا أكثر اهتمامًا بكثير بالأطعمة الدهنية.
وأفاد فينلايسون أنه يمكن التكهن بأن الذين يحصلون على مكافأتهم اليومية ومتعتهم من خلال ممارسة الرياضة، أقل عرضة للاستسلام لإغراءات الطعام الدهني، وفي دراسة أخرى، أًعطي 34 مشاركًا أطعمة إما عالية أو منخفضة الطاقة، دون علمهم بذلك. فتناول الذين مارسوا الرياضة وجبة أقل دسمًا، بعد ممارستهم للرياضة، وقد تناولت المجموعة التي لم تُمارس الرياضة نفس الكمية في الحالتين.
وأضاف فينلايسون، أنّه “يبدوا أنَّ قضاء الكثير من الوقت على الأريكة يُؤدي إلى فقد السيطرة على الشهية. ويجعل الناس أكثر عرضة لتناول الغذاء عالي الدهون”، وقال تقرير نشرته مؤسسة “إن إتش إس ديجيتال” التابعة إلى وزارة الصحة البريطانية، في مارس/آذار، أنَ ربع البالغين في إنجلترا غير نشطين، ويمارسون الرياضة لمدة تقل عن 30 1 في أسبوع.
ويُعاني 58% من النساء و 68% من الرجال في بريطانيا من زيادة الوزن أو السمنة، وقال ستيفن وارد، من “يو كي أكتيف غروب”، وهي منظمة غير ربحية في بريطانيا تعنى بالصحة الجسدية، أنّه “نحن نعلم أن النشاط البدني هو المفتاح للتحكم بالوزن لأنه يُساعد على حرق السعرات الحرارية، ولكنه يعني أيًضا أنه كلما توجهت لحذائك الرياضي، كلما ابتعدت عن خزانة الوجبات الخفيفة”.