عندما تشعر بأنك لا تحب إكمال قراءة كتاب فقاوم مدة قصيرة ثم اترك الكتاب؛ فهو لم يكتب من أجلك، كما أن لديك كتبًا أخرى تستحق وقتك أكثر من هذا الكتاب. اختر كتابًا آخر من بين 120 مليون كتاب كتبه البشر عبر حقب التاريخ.
لا بأس البتة في الحديث عن كتاب اشتريته، سواء قرأته أم لم تقرأه. صوّر نفسك وأنت تمسك به، وانشر الصورة في وسائل التواصل الاجتماعي إن أحببت متباهيًا بامتلاكه ثم متباهيًا بقراءته. إنك بهذا العمل تنافس نشر التفاهات عبر هذه الوسائل.
أثناء القراءة إن أعجبتك جملة في كتاب فاكتبها على ورقة مستقلة، أو ضع خطًّا تحتها، أو لونًا مميزًا عليها. سوف يسهّل عليك ذلك مراجعة أفكار ذلك الكتاب في المستقبل. وربما احتجت إليها في المستقبل إن كنت كاتبًا أو أصبحت كذلك فيما بعد. لا تلتفت إلى من يقول إنه يجب المحافظة على الكتاب من أي كتابة أو تشويه لشكله، ما دمت تملكه، فقد وُجد الكتاب من أجل ذلك.
عند شرائك لكتاب جديد أمسك به بكلتا يديك، أمعن النظر في غلافه الأمامي والخلفي. قبّله إن أعجبك، ثم شُمه وأنعم النظر في بعض صفحاته أو الصور بداخله. خذ نفسًا عميقًا قبل البدء بقراءته. وإن داهمك النوم فضعه على وجهك ثم استسلم للنوم إن تمكنت من ذلك. اختر أي طقس يعجبك ولا تعبأ بمن ينتقد ذلك.
إن أعجبتك فكرة ما في كتاب فانسخها أو صوّرها وانشرها هنا وهناك لكي تعم الفائدة على الجميع؛ كما يفعل كثيرون حين تعجبهم وجبة في بيوتهم أو في مطعم فيصوّرونها. صوّر الصفحات التي تحبها وانشرها قدر ما تستطيع.
لا تحكم على الكتاب من عنوانه ولا من غلافه ولا من مقدمته، ولا حتى من فصله الأول؛ اقرأ عنه، واسأل عنه جيدًا قبل قراءته، تمامًا كالأصدقاء؛ لا تصدر عليهم أحكامًا قبل اختبارهم جيدًا في المواقف الصعبة.
مارس طقوسك القرائية كما تشاء وأنى تشاء دون الاكتراث بآراء الآخرين ما دمت لا تزعجهم ولا تعتدي عليهم أو على خصوصياتهم؛ فالقراءة في غالبها نشاط فردي ولكلٍ فيه طقسه الخاص. وربما تعادل عدد طقوسها عدد القراء أنفسهم.
لا تحاول الانسياق مع التيار في قراءة كتاب ما أو رواية ما. اقرأ ما يعجبك أو ما تعتقد بأنه يعجبك حتى إن أجمع الناس على سوء ذلك الكتاب.
@yousefalhasan