حذرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة JACC من أن السلوكيات المستقرة، مثل الجلوس لفترات طويلة تزيد عن 10 ساعات يوميًا، قد ترفع خطر الإصابة بقصور القلب حتى لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام.
وأجريت الدراسة، التي شملت نحو 90 ألف شخص مسجلين في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، لتقييم تأثير الوقت الخامل على صحة القلب. واستخدم المشاركون أجهزة مقياس تسارع لتسجيل أنشطتهم على مدى أسبوع كامل، حيث كان متوسط أعمارهم 62 عامًا، وبلغ متوسط وقت الجلوس 9.4 ساعة يوميًا.
وبعد متابعة المشاركين لمدة ثماني سنوات، أظهرت النتائج إصابة نحو 3600 فرد بالرجفان الأذيني، وأكثر من 1850 بحالات قصور في القلب، بينما تعرض 1600 لحالات احتشاء عضلة القلب. وسجلت الدراسة وفاة 900 شخص بسبب أمراض القلب.
وأبرزت الدراسة أن المخاطر المرتبطة بالوقت الخامل تتفاوت حسب نوع المرض. فعلى سبيل المثال، استمرت المخاطر بالزيادة تدريجيًا لدى المصابين بالرجفان الأذيني واحتشاء عضلة القلب. أما في حالات قصور القلب، فقد كان الخطر طفيفًا حتى تجاوز وقت الجلوس عتبة 10.5 ساعة يوميًا، حيث شهد ارتفاعًا ملحوظًا.
وأشار الباحثون إلى أن ممارسة النشاط البدني المعتدل إلى القوي لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا قد تقلل بعض تأثيرات الوقت الخامل، لكنها لم تلغِ تمامًا خطر الوفيات المرتبط بقصور القلب والأوعية الدموية.
وقال شان خورشيد، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: “يجب أن تركز التوجيهات الصحية المستقبلية على أهمية تقليل وقت الجلوس اليومي إلى أقل من 10 ساعات لتحسين صحة القلب”. وأضاف تشارلز إيتون، مدير قسم الطب العائلي بجامعة براون، أن “تشجيع الحركة المستمرة يُعد مفتاحًا لتعزيز صحة القلب والوقاية من الأمراض”.