• 12:58:48pm

أحدث الموضوعات

قصيدة رثاء في الشيخ عيسى شماخي

تعليقات : 0

أصداء الخليج
بقلم / علي بن يحيى البهكلي

فضيلة الشيخ/ عيسى بن محمد الشماخي من أعلام منطقة جازان, وقد فجعنا بوفاته يوم الجمعة 13/ 5/ 1446هـ, غفر الله له ورحمه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة, وهذه القصيدة في رثاء الشيخ رحمه الله, وفاءً وحبا له، واعترافا بفضله.
(شَـمامِخَةُ) الشموخِ هم النجومُ
وعيسى في الذُّرَى بَدرٌ مُقيمُ

(بنو الشَّماخِ) فرعٌ مِن نُضارٍ
وأصلٌ في أرومَتِهِ كريمُ

(بنو الشَّماخِ).. قد عَزَّتْ نفوسٌ
كما شَمَختْ، وقد رَجَحَتْ حُلومُ

صَوارمُ.. حين تدعوهم خطوبٌ
مَكارمُ.. حين يدعوهم نَعيمُ

ودَوحَتُهمْ.. ظِلالٌ وارِفاتٌ
وعِقْدُهمُ.. هو العِقد النَّظيمُ

تَجَلَّى الشيخُ عيسى في سَماهُمْ
فلم تَحجُبْ مِطالِعَهُ الغيومُ

شَمَخْتَ وأنت (شَمَّاخيْ)، كصقرٍ
جناحُك فوق شامخةٍ يَحومُ

سَمَوتَ إلى الأعالي, والمعاليْ
وفَيْضُ النورُ يَسطَعُ, والعلومُ

رَحلتَ فكلُّ بَرَّاقٍ كَسيفٌ
وغِبتَ فكلُّ خَفَّاقٍ يَتيمُ

وإنْ تَرحلْ.. فما رَحَلتْ سَجايا
ستبقَى قدوةً، عطرًا يدومُ

روائعُ ذكريات الشيخِ عيسى
تُسَطِّرُها المشاعرُ, والفُهومُ

وكان معلمًا للخير.. ربَّى
وعَلَّمَ, فانتشَى نَشءٌ قويمُ

وزكَّى أنفسًا, وسَمَا بجيلٍ
فذي قِيَمٌ على وَحيٍ تقومُ

أدارَ صُروح تربيةٍ, وعلْمٍ
مُرَبٍّ, قائدٌ, فَطِنٌ, حليمُ

جهود الشيخ في الإشرافِ أَمْسِتْ
معالِمَ مَن يُعينُ ولا يَلومُ

وتلك مدارس التعليم تَروِي
حكاياتٍ يُؤرِّجُها النسيمُ

ويَشهدُ جامعٌ برحاب صَبيا
ومنبرُهُ, ومحرابٌ كَليمُ

يَحِنُّ لشيخنا.. كم كان يَتلُو
بترتيلٍ! لهُ صوتٌ رخيمُ!

وذي خمسونَ.. تَشهدُ أنّ عيسى
لبيتِ الله عَمّارٌ نَديمُ

مَضَتْ خمسونَ.. وهو إمام خيرٍ
خطيبٌ مُصقعٌ، داعٍ حكيمُ

سَرَتْ خمسونَ من لَيلاتِ قَدْرٍ
دعاءٌ، والتجاءٌ مُستديمُ

وعاش حياتَهُ يدعو بِرفقٍ
جزاهُ الخيرَ رحمنٌ رحيمُ

وبالمعروف يأمرُ في ابتسامٍ
وبالإشفاقِ يُنكِرُ.. لا هُجومُ

قضَى في خدمة القرآن عُمْرًا
فباركَ عمرَهُ الذكرُ العظيمُ

أرَى جمعيةَ القرآن تُمْلِي
مآثرَهُ فَيَمْتَلِئُ الرَّقيمُ

رعَى جمعيةَ التحفيظ حتى
غَدَتْ رَمزًا لهُ صِيْتٌ فَخيمُ

وقد بَذل الجهودَ مباركاتٍ
تَجَذَّرَ أصلُها، طابت كُرومُ

هنالك مكتبٌ, وهناك دارٌ
فهذا حافظٌ، هذا يَرومُ

كتابُ الله يَشهد, والـمَثانيْ
ويَشهدُ زَمزمٌ, وكذا الحَطيمُ

وجازانٌ, وصَبيا شاهداتٌ
وبَيشٌ, والسَّلامَةُ والتُّخومُ

فَتِلكَ (سَلامُةٌ عُليا), وشيخٌ
مع العَليا, لهُ قلبٌ سَليمُ

فُجعنا حِينَ قِيلَ الشيخُ عيسى
مَضَى, فالقلبُ مِن حُزْنٍ سَقيمُ

وخَلَّفَ في الجوانِح نارَ شَوقٍ
وقلبًا ذابَ.. تَذْرُوهُ السَّمومُ

مَضَى لله محمودًا, سَتَبقَى
شمائلُهُ, وإن رِحلتْ جُسومُ

بَكَى خُلَبٌ, وجازانٌ, وصَبيا
بَكَى ضَمَدٌ، وبَيشٌ, ، ثم رِيمُ

وصامِطَةٌ بَكَتْ, و أبوعريشٍ
وعارِضَةٌ، وذا الرَّيْثُ الأليمُ

ويبكِي دائرٌ, و هَرُوبُ, دَرْبٌ
بَكَى فَرَسانُ، في فَيفا هُمومُ

وتَبكيهِ المساجدُ.. في ثَراها
مِنَ الحَلَقات آثارٌ تَدومُ

ألا رَحِمَ الإلهُ الشيخَ عيسى
وأَسكنَهُ الجِنانِ.. بها يُقيمُ

وفي الفردوس يا رباهُ فاجعلْ
لهُ مَثوًى يُـجَلِّلُـهُ النَّعيمُ

ويا ربَّاهُ.. مغفرةً, وحُسْنَـى
وزِدْهُ.. فأنت مَنَّانٌ كريمُ

شعر/
علي بن يحيى البهكلي
أبوعريش
20/ 5/ 1446هـ

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    التغريدات