مما يكثر طرحه على أي معاق مهما كانت اعاقته سؤال لو خيرت بين إعاقتك وغيرها من الإعاقات فماذا ستختار؟ وتساؤلات مشابهة يحاول طارحها استنتاج الإعاقة الأشد وطءً والأكثر تأثيرًا على حياة المصاب بها من الناحية السلبية بطبيعة الحال.
وبشيئ من التأمل يسهل التوصل لحقيقة إمكانية التعايش والتأقلم لدى الإنسان مع مختلف الظروف بما فيها الإعاقات بأنواعها،
وما لا يمكن الاستعاضة عنه بما لدى المصاب من قدرات وطرق يمكنها سد العجز واتمام ما نقص جاءت التقنيات الحديثة لتقوم بذلك.
لا يمكن الإدعاء بأن الإعاقة الجسدية أو الحسية ليست ذات تإثير جالب لصعوبات واحتياجات خاصة يجب إحترامها وتقديرها؛ بل القصد هنى بيان أن هذه الإعاقات يمكن التعايش معها والتغلب على ما تسببه من صعوبات وعقبات مقارنة بنظيرتها البشرية!
الإعاقة البشرية قد لا تحويها مراجع الصحة والتربية الخاصة والخدمة الاجتماعية بشكل صريح، ومع ذلك فإنه من العسير إثبات عدم تصدرها قائمة الإعاقات الأكثر إعجاز وتقييد.
وللمزيد من الوضوح: قد تجد الكفيف الرسام، والعازف الأصم، والمتفوق في الرياضات الحركية رغم إعاقته الجسدية؛ مما يشير إلى أنه يمكن تجاوز هذا النوع من المعوقات بالمزيد من الجهد أو الإبتكار والإبداع أو التقدم التقني، ولكن يكون الأمر أصعب عندما تتمثل الإعاقة في ولي أمر لم يبذل ما عليه من واجب لإيصال ما لمن هو تحت ولايته من حقوق،
أو صاحب قرار تمكنه سلطته التقديرية أو المطلقة من تقرير ما يناسب المعاق وما لا يناسبه استنادًا لقناعاته الشخصية وآرائه الخاصة المفتقرة لأساس علمي يمكن احترامه، وعليه يحدد ما يتاح للمعاق وما لا يتاح،
أو يكون تمثلها في شخص أسندت إليه مهمة تقديم خدمة أو تحقيق حق ولدواعي الإهمال والتقصير أو الجهل لا يحقق ما وجب عليه تحقيقه دون تقدير لما قد يترتب على ذلك من اذى وتعطيل وضياع فرص،
وغيرها من النماذج التي يُقدم فيها البعض أنفسهم كإعاقات تفوق فقد الأعضاء والحواس والوظائف الجسدية إعاقة وتأثير.
كما أنه من الجلي لكل مُطَّلِع إحتواء تعريف الإعاقة في مختلف المصادر التصنيفية المعتمدة على عبارات تشير لضرورة تفاعل العجز الجسدي أو الحسي مع الظروف المحيطة والتي يكون الإنسان الجاهل أو غير المسؤول أهم عناصرها، لتكون الإعاقة بمفهومها المعتمد والمتفق على صحته.
يجدر الذكر أن مواثيق الأمم المتحدة وما تم إصداره من قوانين ولوائح قانونية قادرة على الحد من مدى تأثير هذا النوع من الإعاقات ولا سيم مع ما تم إقراره من عقوبات؛ إلا أن التغيير الأقدر على جعل حياة الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر راحة وجودة يتحقق عند الرغبة الصادقة والفاعلة لكل فرد بألا يكون بفكره وقراراته وتصرفاته إعاقة أخرى.