• 10:33:59pm

أحدث الموضوعات

عشرون عامًا خلف عدسات النظارة… وانتهت بثورة طبية على يد الودعاني

تعليقات : 0
بقلم

أصداء الخليج
بقلم | هدى حسن القحطاني

حينما كنتُ طفلة في الصف الأول الابتدائي، بدأت رحلتي مع العلم وأنا أرتدي نظارة طبية بسبب قصر النظر والانحراف الذي كنت أعاني منه. تلك العدسات الصغيرة أصبحت نافذتي الوحيدة لرؤية العالم بوضوح، ولأنني كنت صغيرة، لم أكن أفهم آنذاك ما الذي يعنيه ذلك القرار الطبي.

مرّت السنوات، وعندما بلغتُ السادسة عشرة، زرت طبيب عيون حمل لي خبراً ليس سهلاً على أي شابه في مقتبل عمرها. قال لي: “ستكون النظارة رفيقتك للأبد.” في لحظة واحدة، أصبح هذا الحكم حقيقة عليّ التعايش معها. لم يكن الرضا سهلاً، ولكنه كان ضرورة فرضتها الحياة، فواصلت طريقي وتقبلت هذا الواقع.

عشتُ عشرين عاماً أرتدي النظارة. لم تكن مجرد أداة طبية بالنسبة لي، بل أصبحت جزءاً من هويتي. كانت شريكتي في ليالي النجاح والكفاح، وفي لحظات الفرح والسعادة. ارتديتها بفرح يوم العيد، وبفخر في حفلات التخرج، وبتصالح في كل يوم من أيامي. يمكنني القول إن النظارة كانت أعظم اختراع بشري في حياتي، فقد منحتني رؤية واضحة وجعلتني أستمتع بجمال العالم.

لكن، كما لكل قصة نهاية، كانت نهايتي مع النظارة بداية جديدة لرؤية الحياة بشكل مختلف. قبل أشهر، التقيت بأستاذنا القدير الدكتور فهد الودعاني. بابتسامة الواثقة ، أخبرني بأن التخلص من النظارة أصبح أمراً سهلاً للغاية بفضل التقنيات الطبية الحديثة، وبأنني أستطيع إجراء عملية تصحيح النظر دون أي ضرر يُذكر.

قررتُ خوض التجربة، وبالفعل أجريت العملية. عندما خلعت النظارة بعد عشرين عاماً، لم يكن الشعور عادياً. كان شعوراً لا يوصف، كأنني أرى العالم لأول مرة. لحظة اختلطت فيها مشاعر الفرح بالامتنان، والدهشة بالتصالح مع الذات.

هذه التجربة لم تكن مجرد عملية طبية، بل كانت درساً في الأمل والتطور الإنساني. الدكتور فهد الودعاني لم يكن مجرد طبيب؛ كان سفيراً للإنسانية، ممثلاً للوطن بإنجازاته وقدراته الطبية التي نفتخر بها جميعاً.

هنيئاً للأحساء بهذا الطبيب المبدع، وهنيئاً للمملكة بأبنائها الذين يحملون راية التميز، وهنيئاً لنا نحن المرضى الذين منحهم العلم والأطباء أملاً جديداً.

تحية لكل من يكرّس علمه لخدمة الإنسان ويصنع الفرق في حياة الآخرين.

روابط ذات صلة

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    التغريدات