• 03:00:10am

أحدث الموضوعات

{ وما تخفي صدورهم أكبر …}

تعليقات : 0

أصداء الخليج
لواء . محمد مرعي العمري

مما لا شك فيه أن المستجدات الإيجابية المتسارعة بعد سقوط نظام الطاغية بشار في سوريا الذي سار على خطى أبيه السفاح قد غيرت موازين اللعبة وأُسقِط في أيدي أعداء الأمة الذين يغيضيهم أن يلتئم الشمل وأن تعود سوريا العروبة الى عروبتها .

وقبل أن أدلف الى موضوع عنوان هذه المقالة فليس بخافٍ لأوُلِي النهى بأن مبررات نعت الأسد وأبيه بالطغاة هو ممَّا لم يعد خافياً على الجميع ما اقترفه هذا النظام المجرم من أبشع وأفظع الجرائم بحق الإنسانية التي قلّما أن ارتكب سابقاً ما يماثلها على مرّ التاريخ .

وعوداً على بدءٍ فليس أدل على ما جاء في العنوان ممَّا تناقلته وسائل الإعلام عن تصريح وزير خارجية إيران عباس عراقجي يوم أمس الثلاثاء 24 الجاري الذي أماط اللثام عن النيّة المبيّتة لدى طهران حيث ذكر بلا حياءٍ ما نصُّهُ (( على كل من يعتقد بأن هناك انتصارات تحققت في سوريا أن يتمهّل ، وأضاف : من السابق لأوانه الحكم على التطورات والتغييرات في سوريا )) .

وأيّاً كانت السبل التي توفرت للقوى السورية التي تمسك الآن بزمام الأمور سواءً بجهودٍ ذاتيةٍ أو بتسهيلاتٍ ودعمٍ غير معلنٍ نتج عنها سقوط ذلك النظام البغيض فالمهم هو خلاص الشعب السوري وتحررهٍ مما كان يسومه بشار بحقهم من أصناف التنكيل والتعذيب والسحل ثم الدفع بجثثهم الى مكائن صهر أجسادهم والإلقاء بهم في مقابر جماعيةٍ .

ومن البديهي أن تقودنا هذه الجرأة من عراقجي هذا الى تصريحه المشبوه والذي يوحي بأن هناك تدخُّلاً بالتدخل في شؤون الغير مما يجعلنا ندعو أخواننا في أرض الشام الحبيبة أن يكونوا أكثر فطنةً وتحسباً ويقظةً لأي تدخلاتٍ مباشرةٍ أو غير مباشرةٍ وأن لا يضيِّعوا هذه الفرصة التاريخية للعمل على بناء وطنهم بعدما عانى كل أصناف الويل والدمار والتخلّف عن ركب العالم لما يزيد عن نصف قرنٍ من الزمن .

ومن أهم الخطوات التي تسبق اهتمامهم وانصرافهم الى بناء وطنهم واستعادة مكانته هو أن يضعوا خارطة طريقٍ مُحكَمةٍ للسير قُدُماً لتفويت الفرصة على من قد ينتهز أي تباينٍ بينهم مهما كان يسيراً أو اختلافٍ في الرؤى حتى وإن كان عابراً فيجد السبيل لبثَّ سمومه وأحقاده ويدقُّ إسفين الفتنة بينهم ، فتصريح عراقجي هذا ليس له الاّ تفسيرٌ واحدٌ مؤدَّاهُ : أن إبران ستعمل بكل ما أوتيتْ من خبثٍ لتتربَّص بسوريا وليكون لها موطئ قدمٍ كما كان في السابق مع الأخذ في الحسبان العلاقة بين طهران وقوات ما يعرف ب ( قسد ) قوات سوريا الديمقراطية ، وعلى السوريبن أن يضعوا في ثقافتهم بأنّ “المسلم لا يُلدَغَ من حجر مرتين”….حمى الله سوريا وأهلها وحمى الله أوطان العرب والمسلمين من غوائل المتربصين وأحقاد الحاقدين ، والله من وراء القصد وبلوغ المراد .

روابط ذات صلة

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    التغريدات