بعد غياب عشر سنوات عن آخر معرض له في المنطقة الشرقية وتحديداً في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، يعود الفنان حسين السماعيل محاطاً بأعمال فنية تكاد تكون للتو خارجه من بستان مليء بالورد الملون في معرضه الشخصي مجموعة (ورد) الذي افتتح يوم أمس الأثنين 30 ديسمبر 2024م، من تنظيم جمعية الثقافة والفنون بالدمام الحاظنة لمعرضه الشخصي الأول (اطار) قبل أكثر من عشر سنوات.
ويعلل السماعيل سر غيابه عن المنطقة الشرقية بسبب انتقاله للعاصمة الرياض وسفره الدائم والمشاركة بأعماله الفنية في الرياض، وبالرغم من هذا الغياب إلى أن الحنين لأهالي منطقته اعاده وجعله يحط رحاله في الدمام في معرضه الحالي وهي عودة يصفها بإعادة الوصل واللقاء مع زملائه في مسقط رأسه، وقدم السماعيل خالص شكره الجزيل للجمعية ومدير جمعية الثقافة والفنون أ/ يوسف الحربي على إتاحة الفرصة بعرض أعماله وإبراز رؤيته الجمالية.
ويوضح السماعيل أن تجربة مجموعة (ورد) فريدة من نوعها حيث استطاع خوض تجربة متعددة الأبعاد تجمع بين الخامات والألوان والتقنيات التي تنوعت بين الكولاج والميديا المختلطة والمجسمات الثلاثية الأبعاد، إضافة إلى عناصر الفيديو.
ويذكر السماعيل الفروقات بين معرضه الأول (اطار) و (ورد) فكان الأول نوعاً ما سوداوي على عكس (ورد) الذي وصفه بالنقلة النوعية والمختلف تماماً عن المشاريع الفنية التي قدمها في (اطار) حيث ركز من خلاله على تقديم رؤية جديدة ومبتكرة تتجاوز أسلوبه المعتاد.
ومن رؤية بصرية جمالية ينظر السماعيل إلى (الورد) كرمز يجمع بين الناس رغم اختلافاتهم في الشكل والمضمون، مؤكداً إلى أن الفن السعودي أبرز هذه الرمزية بقوة قبل أكثر من عقدين في أغنية الفنان الراحل طلال مداح “وردك يازارع الورد” الذي تركت أثراً لا يزول.
وقد كانت لهذه الأغنية وكلماتها نصيب كبير تأثر من خلالها السماعيل وكانت أول وأبرز أغنية شاعرية في المشهد الغنائي السعودي وكانت إشارة انطلاق لحالة فنية تركت أثراً ورؤية إبداعية مختلفة لدى السماعيل.
وبحسب السماعيل أن هذه الأغنية قدمت في قالب غنائي جمالي استطاع السماعيل ترجمة كلماته ومعانيه من خلال رؤية فنية رقيقة حملت في كل لوحة قدمها السماعيل في المعرض، مشيراً من خلالها إلى دلالات عميقه تشبه كلمات الأغنية بوضوحها وسهولتها، مراهناً على أن مجموعة (ورد) تجربة فنية غنية ستلامس الروح وفيها تعبير عن وحدة متنوعة لأنها تجمع بين التراث والحداثة.
جدير ذكره أن المعرض ضم أربعمائة قصاصة ورد قام بتجهيزها الفنان خلال الشهرين الماضيين، وقد ضم المعرض رسم ادائي مباشر قدمه الفنان حسين السماعيل بأسلوبه الذي تميز به المرتبط بالرسم بالخط المتصل واستخدام اللونين الأسود والأحمر، وارتبطت اللوحة بهوية معرضه واشتملت على العديد من (الورد).
يذكر أن الجمعية تقدم اليوم الثلاثاء جلسة المناقشة للحلقة المسرحية بعنوان ” المسرح والتراث “، ويقدم في 6 يناير جلسة التساؤلات اليومية التي يقدمها سقراط الساحل أول أثنين من كل شهر، كما تستضيف الجمعية يوم الخميس 16 يناير معرض لخطاطي وخطاطات المنطقة الشرقية.