مغلق ! هل حقاً هذه النهاية؟ أيعقل انها كذلك؟
هل حقا هذه اخر خطواتي ؟ أيعقل ان الطريق انتهى هنا؟
ولكن لم أصل لمبتغاي!! ولم أصل الى طموحي!!
وخساراتي التي خسرتها؟ وتضحياتي التي قدمتها؟
لقد خسرت علاقاتي وعائلتي وصحتي وضحيت بنفسي وسعادتي واجتهادي، وأضعت الكثير
من وقتي لكي أكون على هذا الطريق سعيت بكل ما املك من طاقة ومال وصحة لكي أبقى
على هذا المسار، لقد فعلت المستحيل الذي كنت قد قطعت عهداً ان لا افعله وفعلته لأجل ان
أكون هنا، كيف تكون هذه النهاية؟ كيف ساقتني قدمي الى هذه الحاجز؟
ليتها كانت عقبة يصعب الوصول لقمتها، بل ليتها كانت عثرة أسقط بسببها ولا أجد سبيل سهلاً
للنهوض منها، ولا أقف بذهول وبصري شاخص امام هذا الجدار الشاهق، الذي ظهر لي من
العدم وكأنه ظهر ليشهد نهاية مسعاي بل ليكون ضريح ذلك الحلم.
نعم اعتقدت انها النهاية، اعتقدت أني لن انجو ولن تكون لقصتي أي بقية، ذرفت الدمع وحطمت
كل الاحلام على ذاك الجدار الذي لم يتزحزح استسلمت و استسلمت جوارح لتلك النهاية القاتلة.
لكن في الحقيقة لم تكن كذلك، حين استجمعت قواي العقلية واستحضرت حواسي واستشعرت
الهواء من حولي وتلك الشمس التي لم تغرب، بل كانت مشرقة وانارت كل ذلك الطريق الذي
كان معتم وموحش وكل ما به هالك، فقد كان ممتلئ بكل تلك التضحيات وكل تلك الخسارات
التي قدمتها، وقفت لوهلة أمعن النظر بها وقلت أيعقل ذهب كل هذا هباءً؟
في
تلك اللحظة التي كان يسودها صمت كل شيء من حولي حتى الهواء كان ساكن، ظهر امام
عيني وانبعثت الحياة من جديد بجسدي، وتجدد ذلك الأمل الذي علقته على رب لن يخذل ولن
تضيع لديه الودائع والاحلام وكل رجائي سيجاب بإذنه ورحمته ظهر باب من العدم ولكن به
من العقبات مالم تخطر على بال بشر فعرفت وقتها ان هذا هو الاختبار لصبر وامتحان لإيمان
قلبي الذي للحظة غرق في الحزن.
فعلمت حينها ان ليس كل الطرق المسدودة تعني النهاية، قد يكون هناك مخرج صغير مظلم
محفوف بالعقبات، وقد تعتقد للوهلة الأولى انه ليس طريقك، بل تعتقد انه غير معبد ولا يمكن
السير به، ولكن في الحقيقة انه هو ذلك المسار الذي كتب لك ليعيدك لمسارك الحقيقي الذي كتب
لك منذ البدء بل ستجده متاح ومعبد ومنير.
لذا اياك وان تفقد الامل اياك وان تخار قواك امام ذلك الطريق المسدود، وابحث في وسط ذلك
الظلام عن ذلك المخرج ولا تتثاقله مهما كان وعراً ومحفوف بالمخاطر، فالنهايات البسيطة
ليست الا للروايات والأفلام، لذا ثق بإمكانياتك وقدرك الذي كتب لك، وثق ان الله سيملئ
خساراتك أرباح وسيعود حزنك افراح وسيمهد لك الطريق الى ذلك الحلم الأخير، فقط ثق بالله
وامانه وامان به واستودعه كل شيء.