هناك مثل متداول قديم ألا وهو “لا تنشر غسيلك” حتى لا تتعرى ملابسك عند المارة فينكشف الظاهر والباطن ويتداول عند الجيران والحارة بأكملها  ، فكان هذا المصطلح أو هذه العبارة ركنا أساسيا من أركان التربية التي تحافظ على سلوك الناس وخاصة داخل البيوت المحافظة على أسرار وستر بيتها وخصوصياتها حتى لامس واقعنا بمراره للأسف.

فيبدو بعدها تيقنت في وقتنا هذا صدق هذا المثل عند بعض أصحاب الجهل والمرتزقه ومن يسعدهم نشر غسيلهم وفضائحهم على الملأ دون خجل او استحياء بل يتفاخرون بمشاهدة ملابسهم المكشوفة وهي تتدلى على الحبال و تتلاقفها حاويات النظافة عندما تسقط على الأرض وتتلوث بأقدام من يراقبهم.

طلت علينا كارثة خطيرة جدا حتى اقتحمت البيوت وسيطرة على العقول وسممت الأفكار وتدهورت التربية بواسطة ماتسمى وسائل البرامج والمنصات الاجتماعية والأماكن الدخيلة الصاخبة الماجنة والمسلسلات الهابطة التي تروج معتقدات اجنبية ذات طابع سيىء فهي ليست منا ولا تمثلنا والتي أصبحت فضائا مفتوحا للصغير والكبير  للمثقف والجاهل فباتت حبالا للغسيل وللنشر وللاستعراض بهندمات غير نظيفة وبذاك المحتوى التافه .

لا ننكر أن هناك من يريد أن نتخلى عن تربيتنا الصالحة وعن عاداتنا المحافظة و يستميتون لجعلنا مثلهم نغتسل بمياههم ونتلوث بأطباعهم عن طريق شبابنا وبناتنا قليلي الخبرة لصغر سنهم وسذاجة بعضهم في تقليد الغرب على أنها موضة وانفتاح وحرية وهناك من يتبنى توجهاتهم  للأسف أيضا وخاصة مايعكسها بعض تلك المسلسلات الدرامية على أنها هي جزء من حياتنا ولكنها لا تمثلنا لا عن قريب ولا عن بعيد إنما هي بإيدي لاتراعي غير كسبها المادي وتشويه مجتمعنا.

فلابد من التصدي لهذه الظاهرة التي بدأت تتوسع وتنتشر  فمن واجبنا كمسؤولين عن الاسره والمجتمع والمؤسسات التعليمية والإعلامية تعزيز الوعي ومحاربة الانجراف داخل تلك الأماكن المشبوهة خاصة الاختلاط قبل فوات الأوان فلا بد أن نحجبها أمامهم حالا ومناصحتهم حتى لا تكون بؤرة فساد وانحراف عن الدين وعن المجتمع المحافظ على عاداته وتقاليده وأخلاقه.