
إن العين لا تدمع إلا في حزن كبير وفجيعة عظيمة كتلك التي فقدنا فيها الوالد والمربي والمرشد والمعين بعد الله والدنا الشيخ عبدالواحد بن أحمد العبدالواحد الذي رحل عن دنيانا الفانية وترك في النفس والوجدان الكثير من الفراغ والأسى على رحيل مثل هؤلاء الرجال الذين منحونا الكثير من القيم والمعاني الجليلة التي تجعل للحياة معنى، ولكنها سنة الحياة والأولين وصدق رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، القائل “كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل”.
نعبر من دار إلى أخرى وترحل الأجساد وتبقى الأثار والمآثر وتلك الخطى التي كتبت في صفحات حياتنا أجمل التفاصيل والدروس والعبر العظات، وكذلك كان الشيخ الراحل العبدالواحد عظيما في كفاحه وبذله واجتهاده في الكسب الحلال حيث إنه سار على طريق والده الراحل الذي كان من أوائل التجار في الدمام، وكان أحد أولئك الذين أسسوا المحلات التجارية بها، وفيها بني اسم العبدالواحد الذي أصبح بيته محطة ضيافة للقادمين من خارج المنطقة الشرقية، سواء من دول الخليج أو غيرها، ويتدفق منه الخير للمعسرين والمحتاجين، ودعم أعمال البر والجمعيات الخيرية.
إنها مسيرة عظيمة انتقلت بختامها تلك الروح الطاهرة إلى بارئها ومعها ارتفعت أكف الضراعة بالرحمة والغفران فقد كان الشيخ عبد الواحد “رحمه الله” عنوانا عظيما وعبقريا للخير والسماحة والرفق وجميل الصفات ونبيل الخصال، لتبقى ذكراه تعطر كل مجالس الناس الذين عرفوا شخصيته الفذة التي كانت نموذجا للفضل والفضيلة، والعطاء والإنسانية، والرحمة والتراحم، وهو بالفعل قدوة رفيعة نقتدي بها في كل حركاتنا وسكناتنا لما قدمه طوال حياته من نموذج فريد لما ينبغي أن نكون عليه من إنسانية وأخلاق فاضلة وحرص على مكارم الأخلاق.. وبقدر ما نفتقد الوالد الشيخ عبدالواحد، رحمه الله، فإننا نحسب إنه بجوار خالقه الكريم الذي اختاره إلى ذلك الجوار، والله الكريم رب العرش العظيم أسألك أن تجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن ترزقه الفردوس الأعلى من الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين و(إنا لله وإنا إليه راجعون)