• 12:20:06pm

أحدث الموضوعات

مفاجأة علمية: الكافيين قد يؤدي إلى انخفاض المادة الرمادية في الدماغ

تعليقات : 0

أصداء الخليج

توصلت دراسة حديثة إلى مفاجأة كبيرة تتعلق بتأثير استهلاك الكافيين اليومي على الدماغ، حيث أظهرت أن تناول الكافيين قد يقلل بشكل كبير من حجم المادة الرمادية في الدماغ البشري، وفقًا للنتائج التي تم الإعلان عنها مؤخرًا.

تأثير الكافيين على الدماغ والمادة الرمادية

المادة الرمادية في الدماغ تتكون من أجسام الخلايا العصبية والمشابك العصبية، وهي أساسية لعمليات مثل الذاكرة والتعلم. بينما تتكون المادة البيضاء من الحِزم التي تربط بين هذه الخلايا العصبية. في السابق، كانت الأبحاث تشير إلى أن الكافيين قد يكون مرتبطًا بانخفاض في حجم المادة الرمادية، ولكنها اقترحت أيضًا أن الكافيين قد يقدم تأثيرات عصبية وقائية، مثل تبطيء التدهور المعرفي المرتبط بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون.

الدراسة الأخيرة وأثر الكافيين على حجم المادة الرمادية

أجريت الدراسة في عام 2021 وركزت على تأثير الكافيين على حجم المادة الرمادية لدى الشباب والأشخاص الأصحاء. وقد أشارت النتائج إلى أن استهلاك الكافيين لمدة 10 أيام متتالية أدى إلى انخفاض كبير في حجم المادة الرمادية، مقارنةً بتأثير الدواء الوهمي. واللافت أن هذه التغييرات لم تكن مرتبطة باضطرابات النوم، مما يشير إلى أن هذه التغيرات ربما تكون تأثيرًا جانبيًا مباشرًا للكافيين.

العلاقة بين الكافيين واضطراب النوم

كما أن الدراسة ألقت الضوء على إمكانية أن يكون تأثير الكافيين على الدماغ ليس نتيجة لاضطرابات النوم التي يسببها، حيث تم العثور على أن الكافيين لم يؤثر بشكل كبير على نشاط النوم الموجي البطيء مقارنة بالدواء الوهمي. وهذا يعني أن التغيرات في المادة الرمادية ربما تكون ناتجة عن تأثيرات أخرى للكافيين، وليس بسبب نقص النوم.

ملاحظات حول الفص الصدغي الأيمن في الدماغ

أبرز الباحثون أن تأثير الكافيين كان ملحوظًا بشكل خاص في الفص الصدغي الإنسي الأيمن، وهي منطقة تشمل الحُصين المسؤول عن تكوين الذاكرة والإدراك المكاني. وهذه النتيجة تتماشى مع دراسة سابقة أجريت على الفئران في 2022، والتي أظهرت أن الاستهلاك المزمن للكافيين قد يؤدي إلى تغييرات جزيئية في الحُصين.

التعافي السريع بعد التوقف عن استهلاك الكافيين

أشارت كارولين رايخرت، الباحثة في الدراسة، إلى أن التغييرات في المادة الرمادية الناتجة عن الكافيين تبدو مؤقتة، حيث يتعافى الدماغ بسرعة بعد التوقف عن استهلاك الكافيين. وأضافت أن المقارنات المنهجية بين الأشخاص الذين يستهلكون القهوة بشكل يومي وأولئك الذين لا يتناولونها كانت غائبة حتى الآن، مما يفتح المجال لمزيد من الأبحاث.

هل يؤثر الكافيين سلبًا على الأداء الإدراكي؟

رغم هذه النتائج، حذرت رايخرت من أن هذه الدراسة لا تعني أن الكافيين يؤثر سلبًا على الأداء الإدراكي. في الواقع، أظهرت العديد من الدراسات أن الكافيين يمكن أن يحسن الأداء العقلي ويحمي الأعصاب، خاصة لدى كبار السن الذين يعانون من تدهور معرفي أو من خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون.

نتائج متضاربة: ضرورة المزيد من البحث

تشير هذه النتائج إلى وجود نتائج متضاربة في الأبحاث حول تأثيرات الكافيين. بينما تظهر بعض الدراسات أن الكافيين يمكن أن يبطئ التدهور المعرفي، لا تزال الدراسات بحاجة إلى المزيد من التحقيق لفهم كيفية تأثير الكافيين على الدماغ، خاصة عند فئات مختلفة من الأشخاص.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    سلمان بن أحمد العيد الحفاظ على التراث الثقافي السعودي في عصر العولمة
    زاوية رئيس التحرير : سلمان بن أحمد العيد

    التغريدات