• 12:28:35pm

أحدث الموضوعات

بين الاحتفال وتقديم الهدايا وبين ما نتج عن “الطوفان” المشؤوم هنا تبرز الحقيقة

تعليقات : 0

أصداء الخليج
بقلم| لواء . محمد مرعي العمري

ظهر علينا بلا حياءٍ وبلا مروءةٍ قادة الفصيل المارق بمظهرٍ مخزٍ عندما يمَّموا تجاه طهران ليؤدوا بكل وقاحةٍ وجحودٍ لأمتهم فصلاً من فصول مسلسل خيانتهم لشعبهم ولوطنهم ولعروبتهم في منظرٍ مقزِّزٍ من مناظر الهوان والعمالة التي باتت ديدناً لممارساتهم ، فقد ظهروا في مقاطع متلفزةٍ وهم يتقدمون بما اعتبروه امتناناً وعرفاناً لسيِّدهم ومن يرونه وليَّ نعمتهم – وهو كذلك – المرشد الإيراني ( علي خامئيني ) نظراً لما يعدُّونه نصراً مؤزراً قد تحقق لهم بعد ما تسببوا بعنترياتهم الخرقاء في ارتكاب ما أسموه (طوفان الأقصى )

والغريب في الأمر أنهم فعلوا ولا زالوا يفعلون ذلك غير آبهين ولا مكترثين بما تسببوا فيه من المتاجرة بدماء مواطني غزّة وإتاحة الفرصة للعدو الصهيوني على طبقٍ من ذهب ليفعل ما فعله في القطاع الذي تحوّلَت أبنيتهُ وشوارعهُ وكلُّ مظاهر الحياة فيه الى أكوامٍ من الدمار الشامل من خلال افساحهم المجال لآلة الحرب الصهيونية الفتّاكة لتجعلَ من غزّةَ مدينة أشباحٍ أكاد أجزم بأن هناك المئات من أجساد الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ لم تستخرج بعد من تحت الأنقاض الهائلة المكدَّسة .

ثم ختموا أفعالهم المخزية بمشاهد أخرى من التصرفات الهوجاء حسبما تابع الجميع وسيتابع مسرحياتهم الهزلية الاحتفالية اللاحقة التي صاحبت عمليات تسليم المختطفين اليهود بحضور ممثلي الصليب الأحمر ، وقد تمثّل ذلك في وقوف عناصر القسام الجناح العسكري لحماس لالقاء الخطب العصماء بعدما عصبوا رؤوسهم وأخفوا وجوههم بأقنعةٍ سوداء كما هو سواد أفعالهم ، وقد ظهر اليهود المراد تسليمهم بصحةٍ وهم يحملون علب الهدايا ، بينما كلنا شاهدنا واستمعنا الى ما قاله الأسرى الفلسطينيون المفرج عنهم بعد أمضوا سنين طويلةً في سجون الاحتلال وهم يروون للعالم ما عانوه من التعذيب والتجويع والإهانة لسنواتٍ على أيدي سجّانيهم الصهاينة .

وهنا يبرز تساءلٌ مشروعٌ مؤداه : أما كان الغزاويون أحقَّ بأن تُحقَنَ دماؤهم ويبقوا آمنين في وطنهم ولا تُعطَى الذريعة لاسرائيل بإزهاق أرواح الالاف من النفوس البريئة ، أو إعاقة ما يربو على مائةٍ 100 ألفٍ باصاباتٍ بليغةٍ ، وتدمير المنازل واهلاك الحرث والنسل ، ثم ما أعقب ذلك من التطورات المذلّة غير محسوبة العواقب لما ستؤول اليه أوضاع غزّة وما أصبح العالم يتداوله من التهديد الصارخ باجلائهم من وطنهم وتوزيعهم على دولٍ أخرى ، بينما لا يزال عناصر حماس يرون بنظرتهم المشوبة بالخيانة بأن كل ما حدث هي أدوارٌ بطوليةٌ واتضح ذلك جلياً في حرصهم على توثيقها بعشرات الكاميرات .

وختاماً : كي لا أُتَّهم بالتطرف في الطرح فإنني أتساءل : من يعطينا تعريفاً منطقياً لما حدث إذا لم يكن هذا هو هو الخزي والهوان وأنه لا علاقة له بمفهوم المقاومة ؟؟

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    سلمان بن أحمد العيد الحفاظ على التراث الثقافي السعودي في عصر العولمة
    زاوية رئيس التحرير : سلمان بن أحمد العيد

    التغريدات