متابعات – الرياض :
حذر مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء من الجماعات السرية، فيما نبه الدعاة من مغبة الانزلاق في دعوتهم نحو الحزبية بالمناظرة لها وغض الطرف عن أخطائها، وقال إنه يجب ألا تكون الدعوة مخالفة للكتاب والسنة، أو أن يكون لها طرف “ظاهر” والآخر “سري” لا يعلمه إلا أفراد الجماعة.
وأوضح آل الشيخ خلال خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالقول: “إنه إذا علمنا أن الدعوة إلى الله سبب لإصلاح الخلق وجمع كلمتهم وتوحيد صفهم، فالداعي مناصر وموجه للخير، ويريد لمجتمعه الخير والصلاح والهدى، يريد إصلاح الأخطاء”، مستدركا بالقول “ولكن هناك منزلقات شديدة، إذا وقع الداعي إلى الله في شيء منها، تحولت دعوته من أن تكون إصلاحا إلى فساد، وتتحول دعوته من اجتماع إلى تفرق”.
وأشار مفتي عام المملكة إلى أن من تلك المزالق أن يكون الداعي يدعو إلى جماعة معينة، أو لفئة معينة “يناظر لها” ويدعو إليها ويوالي إليها، أحقاً هي أم باطل، فمهمته هذا الحزب الذي ينتمي إليه أو الجماعة، فيدعو إليها ويحبذ الدعوة إليها ويعادي من أجلها، غاضاً نظره عن أخطائها ومساوئها، مضيفاً: “فلا يبالي بشيء من ذلك، هو مقتنع بها والدعوة إلى أهدافها”.
وقال رئيس هيئة كبار العلماء إن من المزالق الخطيرة،: “أن تكون الدعوة على منهج مخالف من الكتاب والسنة، وما عليه سلف هذه الأمة، فإن هذا ضار ومؤذٍ، ومن المخالفات أيضاً بأن الدعوة تكون لها جانبان الأول “ظاهري” والآخر “سري خفٍ”، لا يعلمه إلا أفراد الجماعة والمنسوبون إليها، ولا شك أن هذا خطأ عظيم”.
وتابع: “فإن هؤلاء وإن تظاهروا إلى الدعوة إلى الحق والكتاب والسنة، ولكن أمورهم السرية والخفية التي تخضع تحت مظلاتهم المجهولة، الله أعلم بحالها، فهذا أمر غير لائق، فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – كان واضحاً في دعوته، يعلم أعداؤه حقيقة ما يدعو إليه كما يعلم أتباعه، فدعوته صريحة واضحة ليست فيها أمور سرية بل هي علنية واضحة لا شك فيها ولا غبار عليها”. وأردف: “أما الدعوات المشبوهة والمغلفة، فإنها تظهر وجهاً وتخفي عنا أوجهاً كثيرة، فتظهر اتباعها للكتاب والسنة، وتخفي عنا ما كانوا يريدونه من أمور خطيرة، ودعوات مشبوهة، ومن الأخطاء والمزالق، أن تكون الدعوة “سياسية”، وهذه الأمور السياسية قد تكون خدمة لأعداء الإسلام، قبل أن تكون للمسلمين، فليحذر الدعاة من أن تتجرف دعوتهم من أن تكون دعوتهم سياسية بعيدة عن الكتاب والسنة، فهذه الدعوات لا تؤثر خيرا ولا تنفع الأمة ولا تفيدها بشيء، بل تسعى إلى تفريق شملها وتشتيت كلمتها وتفرق أمرها، فليحذر المسلمون من هذه الأمور، ولتكون الدعوة صريحة واضحة المنهج والمبادئ لا كتمان فيها ولا خفاء”.