واس – بكين :
شهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ونائب رئيس جمهورية الصين الشعبية لي يوان تشاو، مراسم توقيع 4 اتفاقيات بين المملكة والصين، اشتملت الأولى على برنامج تعاون بين وزارة التجارة والصناعة في المملكة والمصلحة العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجر الصحي في الصين، فيما كانت الثانية مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المملكة وإدارة الفضاء الوطنية الصينية للتعاون في علوم وتقنيات الفضاء، واشتملت الثالثة على مذكرة تفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في مشروع إنشاء المقر الجديد لجامعة ليوليانغ بمحافظة شنسي الصينية، بينما اشتملت الرابعة على التعاون في تنمية الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار في المملكة وهيئة تنمية الاستثمار التابعة لوزارة التجارة بالصين.
وكان ولي العهد قد زار نائب الرئيس الصيني أمس في بكين، وفور وصوله التقطت الصور التذكارية، ثم عقد اجتماع بين الجانبين السعودي برئاسة سمو ولي العهد والجانب الصيني برئاسة نائب رئيس الجمهورية الصينية، الذي رحب في بدايته بسمو ولي العهد، مؤكدا حرص سموه على دعم علاقات الصداقة بين البلدين وما قدمه من مساهمات كبيرة في تعزيز التعاون بين المملكة والصين، وأكد نائب الرئيس الصيني أن المملكة لها مكانتها الكبيرة وهي أهم شريك استراتيجي للصين في الشرق الأوسط والخليج العربي، مشيرا إلى أن الصين تولي اهتماماً كبيرة بزيارة سمو ولي العهد وحرص القيادة الصينية على الاجتماع بسمو ولي العهد خير دليل على متانة العلاقات والرغبة في تطويرها، بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
دولة السيد لي يوان تشاو نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية أصحاب المعالي والسعادة.. أود في بداية كلمتي أن أقدم شكري لدولتكم على دعوتكم الكريمة لي لزيارة بلدلكم الصديق بلد الحضارة والتاريخ العريق، كما أشكركم على ما أبديتموه من مشاعر ودية تجاه المملكة العربية السعودية.
إن زيارتي هذه تأتي امتدادا لزيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل ثمانية أعوام، والتي أرست لعهد جديد في العلاقات بين بلدينا.
دولة الصديق.. إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تولي اهتماما خاصا بتنمية العلاقات وتوطيد التعاون مع جمهورية الصين الشعبية، في مختلف المجالات، ولقد سرنا الاهتمام المماثل الذي لمسناه لدى الرئيس شي جين بينغ خلال لقائنا به أمس الاول، وأود أن أعرب عن ارتياحنا لما توصلنا إليه من توافق في الآراء معه حول القضايا والمواضيع التي تم بحثها بما في ذلك الاتفاق على توسيع دائرة التعاون الثنائي، وخاصة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والصناعية والعلوم والتقنية وفي مجال الطاقة والثقافة، والعمل على توثيق الصلات بين القطاع الخاص في البلدين وإقامة المشاريع والاستثمارات المشتركة وبما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين الصديقين.
إن التعاون المثمر بين بلدينا لم يعد مقتصرا على مجالات محددة، فنحن نشهد تحول هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية ذات أبعاد واسعة لما فيه خير الشعبين الصديقين.
ويأتي التوقيع اليوم على عدد من مذكرات التفاهم في الاستثمار والتعاون في علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري، ومذكرة التفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبان جامعية في إقليم سانشي، ليؤكد عمق هذه الشراكة وأهدافها الخيرة التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في استمرار التواصل التاريخي بين شعبينا وسعينا المشترك لتحقيق التنمية الشاملة في بلدينا ولخدمة السلام والاستقرار.
دولة نائب الرئيس.. إننا نقدر تأكيد الرئيس للمواقف التاريخية الصينية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وما أبداه من تأييد لضرورة الوصول إلى حل سلمي عاجل في سوريا، من خلال التطبيق الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012م، بما في ذلك إنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، ونأمل في تكاتف المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري لوقف سفك دماء الشعب السوري العزيز.
وفي الختام، أؤكد لكم أننا وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين سنواصل بذل الجهود؛ لتعزيز مسيرة تعاوننا المشترك ليس على المستوى الثنائي فحسب، بل على مستوى المؤسسات الدولية وفي إطار مجموعة العشرين.. أشكركم مرة أخرى وأتمنى للشعب الصيني العظيم المزيد من الرخاء والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس ودولتكم.
عقب ذلك، شهد ولي العهد ونائب رئيس جمهورية الصين، مراسم توقيع عدة اتفاقيات بين المملكة والصين في عدد من المجالات المشتركة بين البلدين، واشتملت الاتفاقية الأولى على برنامج تعاون بين وزارة التجارة والصناعة في المملكة والمصلحة العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجر الصحي في الصين، وقعها من الجانب السعودي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة ومن الجانب الصيني رئيس المصلحة تشي شوبينغ، فيما كانت الاتفاقية الثانية مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المملكة وإدارة الفضاء الوطنية الصينية للتعاون في علوم وتقنيات الفضاء، ووقعها من الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل ومن الجانب الصيني نائب وزير الصناعة وتقنية المعلومات رئيس الهيئة الوطنية الصينية للفضاء والعلوم والتقنية شيو داتشي، واشتملت الاتفاقية الثالثة على مذكرة تفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في مشروع إنشاء المقر الجديد لجامعة ليوليانغ بمحافظة شنسي الصينية، ووقعها من الجانب السعودي نائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية العضو المنتدب المهندس يوسف البسام ومن الجانب الصيني نائب وزير المالية السيد وانغ باوان، بينما اشتملت الاتفاقية الرابعة على التعاون في تنمية الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار في المملكة وهيئة تنمية الاستثمار التابعة لوزارة التجارة في الصين، ووقعها من الجانب السعودي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان ومن الجانب الصيني رئيس هيئة تنمية الاستثمار ليو ديانشيون.
عقب ذلك، شرف ولي العهد مأدبة الغداء التي أقامها نائب رئيس جمهورية الصين؛ تكريما لسموه ومرافقيه.
حضر الاجتماع وتوقيع الاتفاقيات ومأدبة الغداء، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه، ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان، ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن عبدالرحمن البنيان، ومن الجانب الصيني نائب وزير الخارجية الصيني جيانغ مينغ ونائب وزير التجارة جيانغ جين تساو، ونائب مدير إدارة الطاقة ليو تسي، وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الصينية.
يبحث مع رئيس الوزراء آفاق التعاون والمستجدات الإقليمية والدولية
بحث صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، امس، مع رئيس الوزراء الصيني لي كيغ لانغ، مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما ناقشا خلال اجتماعهما امس في قصر رئاسة مجلس الدولة بالعاصمة الصينية بكين، آفاق التعاون القائم بين المملكة والصين بما يعزز ويطور العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.
وفي بداية الاجتماع رحب رئيس الوزراء الصيني بسمو ولي العهد في زيارته الحالية للصين، مشيراً إلى أن المملكة تعد أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وأفريقيا، واعرب عن تطلعه إلى أن تسهم الزيارة الحالية لسمو ولي العهد في إضافة حيوية جديدة للعلاقات والتعاون بين المملكة والصين، وعبر سمو ولي العهد من جهته عن سعادته بزيارة الصين وحرص المملكة على التعاون بين البلدين في المجالات كافة بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين، ونقل سمو ولي العهد تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود له، مؤكدا أن سياسة المملكة تدعو للسلم والاستقرار في جميع أنحاء العالم. وقد حضر الاجتماع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن عبدالرحمن البنيان وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى بكين يحيى الزيد وعدد من كبار المسؤولين بالحكومة الصينية.