• 06:50:47am

أحدث الموضوعات

محمد مهاوش شاعر شعبي وفصيح

تعليقات : 0

أصداء الخليج
أصداء وطني : إعداد وتنسيق : مشعل الطﻻع

هُنا إجتمعت كل أركان القصيدة،هُنا المعنى والقافية والوزن،هنا النقد البناء والإضاءة،هُنا مسيرة علم وتبصّر…ضيفنا إستاذٌ أبحر في بحور المعاني والكلمات نقف عاجزين عن وصفة.

1- من هو محمد مهاوش؟ ومتى كانت الانطلاقة ؟

محمد مهاوش الظفيري شاعر شعبي وفصيح , وباحث في الأدب الشعبي , وناقد في الأدب الشعبي والشعر العربي الفصيح . أعمل محاضرًا متعاونًا في أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبو ظبي للتراث والثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة , وذلك منذ ستمبر 2009 مـ , ولا زال حتى هذا الوقت . كما عملت كاتب أسبوعي بقسم الرأي في جريدة الشرق السعودية لأكثر من سنتين . وكذلك عملت ككاتب زاوية أسبوعية بالمجال الثقافي في مجلة اليمامة , زاوية : وشم , ولا زلت في ذات المجلة أقوم بعمل عدد من اللقاءات الثقافية مع عدد من الشعراء والروائيين والمؤالفين العرب والسعوديين .
أما بشأن البدايات , فقد كانت البدايات المتعثرة منذ المرحلة الثانوية في أواخر الثمانينات الميلادية , لكنها بدايات متسرعة وغير جادة , تعوزها الخبرة , وتنقصها الجدية في التناول , ونظرًا لعدم وجود الكاتب أو الشاعر الناصح من الأقارب أو الأصدقاء الذي خاض هذا المضمار فقد ظلت البدايات تدور في فلك التقليدية , التي سرعان ما توقفت حينما انشغلنا بالدراسة الجامعية , غير أن البدايات الجادة والكتابات ذات الخط الاستبصاري الواضح سواء كانت نثرية أو شعرية انطلقت ما بين 1995 – 1996 , عندما عاودت مجلة الغدير للصدور من جديد حيث فتح لي الأستاذ نايف حمدي الحربي نافذة للإطلالة من خلالها على جمهور القراء , من ذلك الوقت كانت الانطلاقة الحقيقية الجادة والتي لم تتوقف ولله الحمد حتى كتابة هذه السطور .

2- كم بلغ عدد اصداراتك؟ وعن ماذا كانت؟ وهل كانت تجربة ناجحة؟

لي عدد من الإصدارات الأدبية , والتي سأضعها الآن أمام القارئ الطريم للاطلاع عليها , وهذه الإصدارات :
1 – إضاءات على قصائد شعبية , وهي مجموعة قراءات نقدية في عدد من قصائد الشعراء .

2 – الشعر رجل والقصيدة امرأة وهو مقالات ورؤى في الشعر الشعبي .

3 – غناء العابرين ( من نشيد الأنشاد كما هو في التوراة ) , وهو عبارة عن مسرحية شعرية حورتها من السفر التوراتي إلى الشعر الشعبي على نظام شعر التفعيلة .

4 – ثورة القصيدة الشعبية , وكان عبارة عن دراسة في الجوانب الفنية للشعر الشعبي الحديث تناولت فيها تجارب عدد من الشعراء الشعبيين الحداثيين بالبحث والتفصيل والدراسة .

5 – ديوان شاعر الظفير سند الحشّار , وهذا الكتاب واضح من عنوانه , وكان عبارة عن دراسة وشرح وتعليق في شعر الشاعر.

6 – قصائد ومقامات , وهذا الكتاب امتداد للكتاب الأول ” إضاءات على قصائد شعبية ” حيث كان عبارة عن قراءات نقدية في عدد من النصوص الشعرية .
7 – ديوان الشاعر خلف أبو زويّد حكيمُ شمّر وشاعرُها وهذا الكتاب شبيه بكتاب الحشّار , حيث كان عبارة عن دراسة وتحقيق تناول الشاعر خلف أبو زويد .
8 – ديوان شعراء الظفير , رصدت فيه مسيرة شعراء القبيلة منذ القرن الثامن عشر الميلادي , وكان عبارة عن جمع ودراسة وتحقيق .
9 – شولميث وسليمان الحكيم ( من نشيد الأنشاد كما هو في التوراة ) وهذا الكتاب نسخة فصيحة من كتاب ( غناء العابرين ) الذي كُتِب بالشعر الشعبي , وهو أيضًا مسرحية شعرية على منوال الشعر العربي الفصيح العمودي .
10 – صورة الرجل في شعر المرأة , وهو قراءات نقدية تحليلية في نصوص عدد من الشاعرات الشعبيات المعاصرات .

11 – خواطرُ حيرى , وهو ديوان شعري , وهو أول ديوان شعري لي , فصيح , تراوحت قصائده بين العمودي والتفعيلة .

أما بشأن نجاح هذه التجربة , فهي ولله الحمد تجربة أدبية وثقافية ناجحة وراضٍ بفضل الله عنها , كما أطمح بالمزيد من النجاحات الأخرى . ولو لم تكن هذه التجربة غير نافعة أو ناجحة لخفت الحماس ولتوقفت عن النشر والكتابة .

3- بمن تأثر محمد مهاوش سواء من الكُتاب والشعراء؟ ومن كان الداعم لك ؟

كانت بدايات القراءة متصلة بقراءات أمهات الكتب ككتب المعلقات وجمهرة أشعار العرب , ثم أحمد شوقي وجيل الرواد , بدأت القراءة وحرصت على حفظ الشعر , ونظرًا لعدم تعرفي على شعراء أو كتاب ذوي خبرة , فقد كنت أحفظ كل ما يصادفني بما فيه الشواهد النحوية التي كنت أجد صعوبة في حفظها , لكنني حفظت العديد منها . أما حينما نضج وعيي وتوسعدت مداركي فقد تأثرت كثيرًا بالشاعر ايليا ألأبو ماضي ونزار قباني , وبعد تراكم سنوات الخبرة اتجهت لحفظ العديد من قصائد شعر النبط كقصائد سند الحشّار وتركي ابن حميد والشريف بركات ومحمد النجدي الصقري صاحب الشيخة والإمام تركي بن عبد الله آل سعود .

3- هل يجب نقد النص او نقد الشاعر الذي كتب هذا النص؟ لأننا نرى فريقين في حالات النقد. ومتى يصل الشاعر الى القدرة على النقد؟

أنا مع نقد النص وليس مع نقد الشاعر , لأن نقد الشاعر فيه شخصنة , وعمل مجافٍ لروح النقد والثقافة . نقد الشعر أو نقد النص هو النقد , والنقد قديم قدم الحضارة العربية , أما توجيه سهام الاتهام للشاعر فهو انتقاد وتصفية حسابات لا تليق بمثقف وإنسان يحترم نفسه .
أما بخصوص : متى يصل الشاعر الى القدرة على النقد , فهذا ليس من مهام الشاعر , فالشاعر المبدع عليه أن يقول , ويترك الآخريبن خلفه يتحاكمون , وقد سمع الشاعر أبو الطيب المتنبي لنقد العالم اللغوي أبي الفتح عثمان ابن جني وهو يحلل بعض شعره , فأعجب فيه , وكان حينما يتم سؤاله عن معاني شعره , كان يقول لسائليه : اسألوا ابن جني فهو أدرى بشعري مني .

4- قد يقول قائل أنا أصبحت شاعر ولا أحتاج قراءة كتب النقد أو الاضاءات،من برأيك جمهور هذه الكتب؟

لو فتشنا في كتب الأدب والتاريخ وعلم الاجتماع , ولو اطلعنا على تراجم شكسبير وتولستوي , أو أدباء وشعراء العرب القدماء كامرئ القيس والنابغة وعنترة أو كالمعري والمتنبي وابن الرومي الذين قدمت عنهم عشرات الدراسات النقدية والتحليلية , لاكتشفنا أنهم لم يقرأوا حرفًا واحدًا عن دراسات علم الاجتماع أو علم النفس , أو يدرسوا فنون النقد وتطبيقاته , ولم يتخرجوا من كليات أو أكاديميات تهتم بدراسات علم الجمال والأخلاق وفنون المعرفة الأخرى .
المشكلة بين الشاعر والنقد مشكلة أزلية , فالشاعر يشعر بأنه طائر يحلق في السماء بينما النقد شيك معقد الحلقات أو سجن رهيب , والناقد أشبه بحارس الشبك أو السجان , فتخيل أنت يا صديقي المحاور , كيف حال هذه العلاقة ستكون , حتمًا ستكون علاقة ريبة وشك وطنون .

6-قصيدة غالباً ماتكون روح محمد مهاوش ترددها .

كثرة القصائد التي أرددها بيني وبين نفسي , سواء من الشعر العربي أو الشعر النبطي , لكن الأبرز في هذا قصيدتان , الأولى ” غرناطة ” لنزار قباني , والثاني ” الشيخة ” للصقري وقصيدة فخر الإمام تركي ابن سعود بنفسه .

7- ماذا قدمت البيئة لك؟ تنقلاتك من مكان الى آخر،هل أسهمت بإثراء مخيلتك الأدبية؟

يعتبر الإنسان من حيث النظرة الفلسفية مُكوِّنًا من مكونات النظام البيئي , وقد تعمدت بالبدء بهذا الشكل , لأن السؤال الذي قمتَ أنتَ بطرحه جاء بصيغة فلسفية , ولا بد من مواجهة الشيء من جنسه , لذا فالإنسان يتفاعل مع البيئة بشكل إيجابي أو سلبي لأنه من أكثر الأحياء البيئية قدرة على التأثير .
حتمًا علاقتي بالمكان والبيئة المحيطة من حولي , علاقة مرت بمراحل , بدأت من درجة البساطة ثم تسلسلت في سلّم التنوعات حتى جعلتني أشعر وأنا أكتب هذه السطور أنني بيئة أخرى مغايرة بحد ذاتها , وذلك بسبب تراكم معارفي الثقافية وتنوع علاقاتي الاجتماعية , وتشعب أفكاري وتأصيل انتماءاتي الفكرية وتجذرها في عالم الوعي والفكر والمعرفة . هذا التناول الفلسفي للسؤال الناتج عن طبيعة حال السؤال يتوافق في تصوري مع نظرية أو رأي من يقول بأن الإنسان فوق الطبيعة أو فوق النظام البيئي من حيث التأثر والتأثير , وهذا ما يجلعني أدخل للفرع الآخر من السؤال وهو إسهام المكان / البيئة / الطبيعة بإثراء مخيلتي الفكرية والأدبية , وهذا التفاعل أمر طبيعي لأن الإنسان بشكل عام يسعى إلى الانتفاع من موارد البيئة التي حوله , لأن لديه رغبات هو في أمس الحاجة لإشباعها , ومن خلال الانتفاع يقوم بتشكيل صوره وأخيلته ورسم خطوط أبعاده الفكرية ومساراته الفنية والأدبية فيما بعد .

8- شاعر وناقد ومحاضر ولك إصدارات،أيهما أقرب الى نفسك . وهل تعتبر مهنة أو هواية؟

أنا كل ما ذكرت , وربما أكثر , وأسعى للمزيد والاستزادة في هذا المجال . هناك مقولة وربما كاذبة لكن الكثير منا يحرص على تصديقها بأن أعمالنا الأدبية مثل أولادنا , لذا لا يمكنني التفريق فيما بينها , أو تقديم عمل على آخر . أما من حيث كون النتاج الذي نقدمه , هل هو مهنة أو هواية , فقد كان هواية في الأساس , ولكن الاستمرار في هذا الميدان كل تلك السنوات , جعل هذه الممارسات غذاء روحيًّا وفكريًّا , وكأنها أعمال نحرص على إنتاجها والوفاء بحقها , وتقديمها بأفضل صورة ممكنة .

9- هل فعلاً الشعر رجل؟ والقصيدة إمرأة؟ ومتى كان اول لقاء بينكما؟

” الشعر رجل والقصيدة امرأة ” كان في الأساس مقالاً كتبته , لكن حينما صممت على جمع كتاباتي ذات الصلة بخطوط معينة , تم اختيار هذا العنوان ليكون واجة الكتاب الذي خرج بشكل مقالات ورؤى في الشعر الشعبي .

10- اصدرت أول مسرحية شعرية “غناء العابرين” حدثنا عنها وكيف بدأت الفكرة؟

ما دفعني لخوض هذه التجربة وهي تحويل ( سفر نشيد الأنشاد ) من نص توراتي إلى عمل شعري شعبي هو رغبتي بالتعامل معه كمشروع أدبي صرف لا علاقة له بالدين ، إضافة إلى تطلعي إلى ضخ الشعر الشعبي في منطقة الخليج والجزيرة العربية بنوع جديد من الشعر لا عهد للصحراء ولا لأبنائها بمثل هذه الأشعار , علاوة إلى أنني أعجبت باللغة الشعرية والأسلوب الشاعري الكامن في هذا السفر مع تحفظي على بعض الجمل الأدبية فيه سواء تلك التي تتجاوز المعقول في الوصف الحسي أو التي تتعارض مع القيم الدينية ، لهذا حاولت جاهداً التخفيف من حدة الخطاب الأدبي المشتمل عليه بعض مقاطع هذا السفر، إضافة إلى أنني أثبت القسم بغير الله سبحانه وتعالى وذلك من باب أن “ناقل الكفر ليس بكافر” ومن ثم من أجل نفي ارتباط هذا السفر بالنبي سليمان – عليه السلام – ، غير أنني قمت بوضع اسم سليمان في هذا العمل في مقابلة للفتاة العاشقة له والتي اسمها شولميث، وذلك من خلال وضع مسميات للأشياء وليس على سبيل الاعتراف بها حتى لا يختل العمل ولا يتم بعد ذلك تشويهه . وحينما نجحت هذه الفكرة ووفقني الله بهذا العمل , قمت بتحويله كذلك إلى الشعر العربي الفصيح , وأسميت العمل الثاني (شولميث وسليمان الحكيم ) وكلا العملين مطبوعان ومتواجدان في الأسواق .

11- لك دراسة (ثورة القصيدة الشعبية) هل هي طفرة تقدم ورُقي؟ أم أنها كانت تعاني من الأغلال ثم تمردت؟

هذا الكتاب كان دراسة جادة عن الشعر الحداثي في الساحة الشعبية , ونظرًا لكون عدد من الشعراء قدموا نماذج شعرية فريدة لكنهم – والأغلب منهم – وقع في خطأ كبير وهو عدم جمع نتاجاتهم الشعرية في دواوين , وهذا ما كنت أنادي فيه من سنوات , ومنهم من قلت له بصريح العبارة : ديوانك جمعته لك , وما عليك إلا طباعته لكنه لم يفعل أي شيء حتى الآن . لذا خشيت أن يتجاوز التاريخ هذه التجارب، وتنسى الأجيال الآتية أو يتناسوا هذا النوع من الشعر ، ورغبة في إنصاف هذا النمط الجديد الذي طرأ على القصيدة النبطية الذي شع في الخليج العربي مع بدايات الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي، ومن ثم أخذ بالتراجع والانحسار بعد ذلك ، وقبل أن يتلاشى هذا النوع من الكتابة لمصلحة ما يعرف بالقصائد المنبرية، فضلت وضع حجر الأساس – كما أعتقد – لرصد هذه التجارب الشعرية رصداً فنيّاً من الداخل لا من الخارج ، أي الابتعاد عن تتبع مسارات التطور التاريخية ، مكتفياً بتسليط الضوء على ما حدث في هذه القصائد الحديثة من تناولات شعرية لا عهد للشعر النبطي بها في سالف أيامه ، لهذا حاولت الدخول إلى النصوص الشعرية المختارة من خلال المعاجم اللغوية للشعراء، وعلى هذا الأساس لا يكون من المستغرب أن تختلف نظرتي التي وضعتها هنا عن أي قراءة أو نظرة لأي شاعر من الشعراء ممن شملهم هذا العمل عن أي قراءة نقدية منعزلة كتبتها عن أحدهم أو سأكتبها عنه في الأيام القادمة ، وذلك أنني في هذا العمل أو في أي عمل أدبي آخر أكون خالي الذهن من أي تأثير سابق تجاه هذا الشاعر أو ذاك، كما أنني في المقابل لا أكاد أنفي عن نفسي تهمة الوقوع تحت طائلة الإسقاطات الثقافية المتصلة بمرجعية كاتب هذه السطور ، ومن ناحية أخرى تصب في ذات الصلة بحالته الذاتية المرتبطة به باعتبار أنه كيان ثقافي مستقل عن الشعراء له نظرته الجمالية الذاتية للحياة ككل ، وللنصوص الشعرية كحالة خاصة.

12- هل لازلت محاضراً في أكاديمية الشعر التابعة لهيئة ابو ظبي للتراث والثقافة؟ وماذ قدمت لك هذه التجربة؟

نعم , لازلت أحاضر بالأكاديمية , ومن الطبيعي لمشروع رائد ثقافيًّا وأكاديميًّا على مستوى المنطقة الخليجية والوطن العربي بشكل أعم وأشمل أن يضيف لي جوانب معرفية جمة , لعل أبرزها تعرفي على أستاذين فاضلين من أهم من خدموا الموروث في المنطقة هما الأستاذ سلطان العميمي , والدكتور غسان الحسن , كما أن التدريس في الأكاديمية أتاح لي اكتساب معارف ثقافية وأدبية كثيرة , وخير مثال على هذا القول الكتاب الذي ألفته عن الصورة الشعرية في القصيدة النبطية والذي سيخرج بعد أيام كما علمت , إن شاء الله تعالى , وهو أول كتاب شامل وعام تناول هذا الجانب في الشعر الشعبي في المنطقة .

13- الى مايحتاج الادباء والنقاد من ادوات لكي يمارسوا هذه المهنة؟

يحتاجون التسلبح بالعلم والثقافة , وأن لا يضيعوا أوقاتهم بمهزلة البحث عن الكتب النافعة التي يضلل بها الكبار الصغار , بل أن يحاولوا الانتفاع مما يقرأون , شريطة تركيزهم على أمهات الكتب في الأدب والشعر والنقد , وأن يحرصوا على حفظ ما يمكن حفظه من شعر ومقولات , وأن يمعنوا النظر باستيعاب الأفكار المطروحة من قبل النقاد والأدباء والمفكرين .
أذكر أنني كنت أنصح أحدهم بضروره حفظ الشعر , وذلك قبل عشر سنوات , لكنه كان يرد علي بأنه يريد فهم الشعر واستيعاب الأفكار , فمضت السنوات تتوالى وهو لا زال في مكانه يراوح في محاولاته للفهم والاستيعاب , رغم أن الفهم والاستيعاب مهمان لكن الحفظ في الأدب مقدم على ما سواه .

14- هل المرأة قادرة على التحرك في مساحات الأدب والنقد والشعر،أم لازالت تعاني؟

من يتابع كتاباتي السابقة سيكتشف بأنني ضد فكرة التمييز في مسألة الإبداع , نعم , الرجل هو صانع التاريخ , لكن الإبداع والإنتاج يفتح مخزونه لكل مجتهد ومثابر سواء كان رجلا أو امرأة .

15- في ظل هذا الزخم المحيط بنا، أين ترى الإعلام والإعلامي السعودي؟

السوشيل ميديا قلبت الطاولة وسحبت البساط من الإعلام التقليدي , وخير مثال انتخابات الرئاسة الأمريكية , فالإعلام التقليدي كان بكل طاقاته وراء هيلاري كلينتون , لكن الرئيس ترامب هزم الجميع من خلال تويتر .
الإعلام السعودي يعاني وسيعاني , لأنه للأسف الشديد حريص تمام الحرص على إبراز الغث على حساب السمين , وكل من ينتقد المملكة يحاول الالتقاء به بحجة ساذجة غبية , وهي استلطافه وللتقليل من شره , وكل من سيفكر بمثل هذه العقلية سيتدحرج إلى ما لا نهاية .

16 – قصيدة تهديها لجمهورك وقراء صحيفة أصداء وطني.

قصيدة بعنوان ” سلمان ” قيلت في خادم الحرمين الشريفين بعد فترة وجيزة من قيام عاصفة الحزم

مساؤُكَ أحلامٌ. ونجمُكَ أخضرُ = وصبحُكَ شلالٌ من النور يُزهِرُ
ويومُكَ فيروزٌ يضيءُ جمالُهُ = كأنَّ سناهُ في الأباريقِ يُمطِرُ
على راحتيكَ الفجرُ، والعَبَقُ الذي = يشعُّ ضياءً في النفوسِ، ويُثمِرُ
أُحسُّكَ في قلبي، تجولُ، وفي دمي = وترحلُ في فكري، تطوفُ، وتعبرُ
فأنتَ زمانٌ لا زمانَ لوقتِهِ = وأنتَ مكانٌ في المكانِ، وتكبُرُ
خلقتَ عظيمًا مُذْ مشيتَ على الثرى = وها أنتَ في وجدانِنَا تتشجَّرُ
أرى فيكَ قعقاعًا، وعَمْرًا، وخالدًا = ومعتصِمًا لله، يدعو، ويثْأرُ
أسلمانُ، إنَّ الشعرَ فيكَ يهزُّني = فأنتَ ذُراهُ، والمَليكُ المُؤَمَّرُ
وأنتَ الذي أحفيتَ من أجلِهَِ الخُطى = وها أنت في الهيجاءِ تنهى وتأَمُرُ
رِجالُكَ في صنعاءَ ساووا صفوفهمْ = فللهِ قد صلّوا، وللهِ كبَّروا
على بَرَكاتِ اللهِ شدّوا سروجَهمْ = معَ الفجرِ، والأصواتُ تعلو وتزْأَرُ
وأنتَ نَحِثُّ الفاتحينَ على الوغى = فمَا وَهنَوا لمَّا رأوْكَ تُدَبِّرُ
تُنَظِّمُ أبطالَ الرجالِ، وتنتقي = من القولِ، ما يُسبي القلوبَ، ويَأْسِرُ
فطورًا بجلبابِ الوليدِ مُرَفُّلٌ = وطورًا بإصرارِ الرشيدِ تُزمْجِرُ
فتاريخُ آبائي، وآبائِكَ الأُلى = أقاموا على الإسلامِ مجدًا، وعَمَّروا
أقاموهُ بالتقوى، وبالعدلِ، والنُّهى = مَشَوا فوقَ هامِ المشرقين، وأبحروا
أعدْتَ لهُ النورَ القديمَ، بِغَضَبةٍ = نِزارِيَّةٍ يعلو بها: اللهُ أَكبَرُ
وشَيّدْتَ صرحَ العدلِ، والحقِّ، بعْدَمَا = تَوَحَّلَ فيهِ الظالمونَ، وشَمَّروا
هنيئًا لأَبناءِ العُروبةِ ضيغَمٌ = بِهِ من أَبيهِ، كلُّ ما كانَ يُؤْثَرُ
مليكٌ لأََطرافِ القُلوبِ، ودَائِمًا = إلى الحَقِّ يستدني، إذا القومُ أَدْبروا.

 

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    بقلم : يحيى بن سعيد آل داوود

    م. زكي الجوهر

    بقلم / مبارك بن عوض الدوسري

    بقلم / شهد مسند الهاجري

    بقلم/ اشتياق عبدالله

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف الذكرالله

    بقلم | فهد الطائفي

    التغريدات