#قطر تستضيف “كأس العالم 2022″ على أشلاء عمال البناء و”هيومن رايتس” تطالب بالتحقيق مع نظام تميم.
تعليقات : 0
أصداء الخليج
أصداء وطني : أحمد الجزار
“على الأطلال” تسعى قطر لبناء وتشييد أمجادها الزائفة، فتارة تسعى لبناء مجد على خراب الدول العربية وتدميرها بالفتنة والمال والقتل، وتارة أخرى على أشلاء عمال البناء، الذين يعملون في ظروف مناخية قاسية في أجواء مشبعة بالرطوبة ودرجات الحرارة المرتفعة من أجل إنجاز البنية التحتية الملائمة لاستضافاتها كأس العالم 2022.
“إمارة الحمدين” خالفت كافة التشريعات والقوانيين الدولية المتعارف عليها والتي تنظم العمل في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس، وزجت بالعمال الأجانب في لهيب الأجواء المتطرفة ما أدى إلى مقتل المئات من العمال الأجانب، خاصة العاملين في قطاع البناء والتشييد.
“هيومن رايتس ووتش”، طالبت اليوم الأربعاء، السلطات القطرية باعتماد وفرض قيود مناسبة على العمل في الهواء الطلق لحماية قرابة 800 ألف من عمال قطاع البناء المهاجرين، المعرضين للخطر بسبب عملهم في الحر والرطوبة الشديدين في البلاد.
وقالت المنظمة الحقوقية الدولية، ومقرها نيويورك، في تقرير على موقعها الإلكتروني: إن أنظمة الحماية من الحرارة الحالية، التي تنطبق على الغالبية العظمى من العمال في قطر، تحظر العمل في الهواء الطلق فقط من الساعة 11:30 صباحا إلى 3 بعد الظهر بين 15 يونيو و31 أغسطس.
وأكدت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “من الضروري فرض قيود مناسبة على العمل في الهواء الطلق، والتحقيق ونشر المعلومات بانتظام حول وفيات العمال لحماية صحة وحياة عمال البناء في قطر. تحديد ساعات العمل ليكون تحت درجات حرارة آمنة – وليس بناء على الساعة أو التقويم – هو أيضا ضمن قدرة الحكومة القطرية، وسيساعد على حماية مئات آلاف العمال “.
وأضافت ” في قطر تقريبا 2 مليون عامل وعاملة مهاجرين، يشكلون حوالي 95 بالمئة من إجمالي قواها العاملة. ويعمل حوالي 40 بالمئة، أو 800 ألف، من هؤلاء العمال في قطاع البناء. منذ ديسمبر 2010، عندما فازت قطر بقرعة استضافة كأس العالم 2022، شرعت البلاد في أعمال بناء ضخمة – إصلاح أو بناء 8 ملاعب، فنادق، بنى للنقل، وغيرها من البنى التحتية.
وقالت السلطات القطرية إنها تنفق 500 مليون دولار في الأسبوع على مشاريع بنية تحتية ذات صلة بكأس العالم.
وأوضحت مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “على النقيض من قوانين الحرارة الأولية وغير الكافية للعمال، فرض منظمو كأس العالم قطر 2022، “اللجنة العليا للمشاريع والإرث” (اللجنة العليا) شبه العامة، في عام 2016 نسب العمل-الراحة، بما يتناسب مع الخطر الذي تشكله الحرارة والرطوبة، على العمال الذين يبنون ملاعب البطولة.
ومع ذلك، لا تنطبق هذه الشروط الجيدة إلا على ما يزيد قليلا عن 120 ألف عامل الذين يبنون ملاعب كأس العالم – حوالي 1.5 بالمئة من القوى العاملة في البناء في قطر. كما لا تأخذ بعين الاعتبار تأثير أشعة الشمس، مما يزيد بشكل كبير من مخاطر الإجهاد الحراري.
وقال مسؤولون في اللجنة العليا لـهيومن رايتس ووتش إنهم يتوقعون أن يصل عدد العمال في مشاريعهم إلى حوالي 35 ألف عامل بحلول أواخر 2018 أو أوائل 2019.
وطالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، السلطات القطرية بضرورة التحقيق في أسباب وفاة العمال المهاجرين، ونشر بيانات عن هذه الوفيات بانتظام.
وقالت المنظمة في بيان لها اليوم الاربعاء: ” في عام 2013، ذكرت السلطات الصحية وفاة 250 حالة لعمال من بنجلاديش، الهند، ونيبال “.
وفي عام 2012 لقي 385 عاملا حتفهم لاسباب لاتزال مجهولة، ولم يتم شرحها من قبل مسؤولو الصحة العامة القطريين.
ويلزم القانون الدولي لحقوق الإنسان جميع الدول باتخاذ الخطوات اللازمة والمعقولة لحماية حق الأفراد في الحياة،و يتضمن ذلك وضع وإنفاذ التشريعات التي توفر الحماية الفعالة للعمال المشاركين في الأنشطة التي تشكل خطرا جسيما على الحياة.
المصدر: البوابة