شوق يفوق الوصف يتكرر كل عام، شوق يحسبُ مرور الدقائق والثواني، لك يا رمضان وهأنت أقبلت فحياك الله وبياك، وبهذه المناسبة ارتأيت أن أبعث لي ولكم إهداءات حب ووفاء.
علينا بالقرآن من ألفه إلى يائه ففيه تآلف معجز وتناسق مدهش، وحكمة دقّت كل شي، مرجع شامل هو وعالم آخر نسرح ونهوم فيه والمقام هنا عريض لا يرجع إلى قياس فيُحصر
يا من أنتم تحت وهم الوحدة: صاحبوا القرآن في ضوء النجوم.
وليكون لنا إنابة وعودة، ليكون لنا تأمل وسبحات تفكير، ليكون لنا دعوات بما حاك في صدورنا
يا قانطين: علقوا قلوبكم بروح الرجاء وبرّدوا حرارة اليأس بالذكر والدعاء.
علينا بمعالي الأمور وسامي الآداب والأخلاق، لندع الملهيات وكل المغريات، لنصلح بوار قلوبنا وفسادها، لنغير حالنا إلى احسنه، لنهذب أنفسنا ونعيد صياغة ذواتنا، لننظف شوائب أرواحنا، لنتسامح فالتسامح نهج وحياة؛ لنسير على خطاه.
لنترك سفاسف الأمور وتوافهها ولنبتعد عن اقتراف القبائح لا خشية الملامة وحذار المسبة ولكن لإصلاح خدوش أرواحنا
يا أنت: لنتخذ كل تلك الوشائج والصلات عقيدة فهي للخير مفتاح وللشر مغلاق.
ولنجعل هيجان الغضب وبذاءة اللسان والخيلاء والكبر وكثيراً من هذا الرفات (كومة قش) تنتظر عود ثقاب لتنتهي وسارع بالإشعال ولا تؤجل، وعلى النقيض تماماً اخمد جمرة البعد عن الله كلما تسعرت
يا أنت: لا تكن رداء بالي متهالك فإن لك قلب بين الضلوع، اجعل له قيمة وحياة.
اما السجود فآثرت فيه السكوت
ومن جهة أُخرى من القلب، جهة محنأة بالحنين لكل من أصبحوا ذكريات في أزمان هذه المناسبات، لأحبائنا اللذين سكتوا إلى الأبد، جمعنا الله وإياكم في فردوسه الأعلى، ويبقى ثمة أشياء لا استطيع ترجمتها بكلمات ولكن سأختم بتفاصيل قد تختصرها الحروف ولكنها عميقة بمشاعرها “كلنا في رحلة والقافلة تمضي بنا، اوصلتنا إلى شهر جديد سمح المحيا ينادي قائلاً: هناك باب مشرع دائماً كل ما دخلته متكدراً عدت صافياً فأقبل وابتعد عن الامهال فربما تنقضي الأعمار”
كل عام وأنت إلى الله أقرب، وكل عام وأنت بعزة وسلام