هو ذلك اليومُ
الذي تُداعِبُ فيه أشعةُ شمسِهِ
أوتارَ صباحِهِ
لتُخْرِجَ للكونِ لَحْنَ الفَرَحِ
فتَأْذَنَ للقلوبِ أنْ تَرْقُصَ
وللمشاعرِ أنْ تَتَمَايَلَ
وللأَنْفُسِ أنْ تَلْتَقِي مَحَبَّةً , وَأُنْسًا
العِيدُ
هو تِلْكَ اللحظةُ التي تَمُرُّ
لتَنْثُرَ أَرِيجَ السَّعَادَةِ
وتَبُثُّ رَسَائِلَ الفَرَحِ …
العِيدُ
لحظةٌ يَتَسَلَّلُ فِيها الفَرَحُ مِنْ بَيْنِ
أَكْوَامِ الأَحْزَانِ والهُمُومِ
لِيُثْبِتَ للكَونِ كُلَّ الكَوْنِ
أَنَّهُ لا زَالَ مَوْجُودًا ….
العِيدُ
لحظةٌ تَبْتَسِمُ فِيهَا الحَيَاةُ لِلأَحْيَاءِ
رَغْمَ مَا فِيهَا مِنَ المُبْكِيَاتِ ….
العِيدُ
لَحظةٌ تُشْعِرُنا بِأَنَّ الفَرَحَ مُمْكِنٌ
وأَنَّ السَّعَادَةَ شَيْءٌ مَلْمُوسٌ
وأَنَّ الحُزْنَ لَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيِهِ
ونُقْطَةٌ يَقِفُ عِنْدَها .
العِيدُ
لحظةٌ تَفْرِضُ فِيها الابْتِسَامَةُ وُجُودَها
حَتَّى وإِنْ أُطْبِقَتِ الشِّفَاهُ عَلى كُلِّ الحُزْنِ …
العِيدُ
لحظةٌ تُعِيدُ جَدْوَلَةَ الأَحْزَانِ
وتَضَعُها في حَجْمِها الطَّبِيعِيّ اللَّائِقِ بِهَا …
العِيدُ
قِطَارٌ يَمُرُّ فِي العَامِ
لِيَقُولَ: لَنَا إِنَّ في العُمْرِ أَكْثَرَ مِنْ مَحَطَّةٍ لِلفَرَحِ
وأَكْثَرَ مِنْ أَمَلٍ, وإِنَّ الحُزْنَ حَتَّى
وِإِنْ طَالَ طَرِيقُهُ ؛ فَإِنَّ لَهُ أَمَدًا ونِهَايةً …
العِيدُ
عَادَ؛ لِيَقُولَ: إِنَّ الحَياةَ فِيها لَحَظَاتِ
جَمَالٍ يَجِبُ أَلَّا نَتَجَاهَلَها حَتَّى وَإِنْ أَطْبَقَ الحُزْنُ
فَكَّيهِ عَلَى كُلِّ بَارِقَةِ أَمَلٍ …
العِيدُ
عَادَ ؛ لِيَقُولَ: إِنَّ أَبْوَابَ الأَمَلِ مُشْرَعَةٌ
حَتَّى وإِنْ حَالَتْ دُونَها حَوَاجِزُ اليَأْسِ
ولُوَغَارِيتمَاتُ الحَياةِ …
العِيدُ
عَادَ؛ لِيَقُولَ: إِنَّ السَّعَادَةَ قَدْ تَعُودُ
وإِنَّ الحُزْنَ قَدْ يَتَبَدَّلُ فَرَحًا
وإِنَّ الشَّحْنَاءَ قَدْ تَكُونُ مَحَبَّةً, وَصَفَاءً
العِيدُ
عَادَ؛ لِيَقُولَ:
قدْ جِئْتُ مِنْ فَجْرِ هَاتِيكَ العُصُورِ لِكَيْ
بِالحُبِّ أَغْسِلُ مَاضِيَ النَّاسِ والآتِ
العِيدُ
لحظةٌ يَتَجَاوَزُ فِيهِ الفَرَحُ
حُدُودَ الزَّمَانِ فَيَنْفُذُ إِلَى القُلُوبِ
لِيُعِيدَها إِلَى الحَيَاةِ
وَيُعِيدَ الحَيَاةَ لَها …
ترنيمة ..
أَنَا زَوْرَقُ الحُلْمِ البَعِيدْ
أَنَا لَيْلَةٌ
حَارَ الزَّمَانُ بِسِحْرِها
عُمْرُ الحَيَاةِ يُقَاسُ
بِالزَّمَنِ السَّعِيدْ
وَلْتَسْأَلِي عَيْنَيكِ
أَيْنَ بَرِيقُها ؟
خاص ..
العيدُ أنتَ فـَطِبْ عيداً فبهجتـُهُ
تظلُّ ناقصةً مـا لـم تكنْ فيهـا.
…..
وكُلَّ عَامٍ أَنْتُمْ بِخَيْر