للقراءة أهمية كُبرى فى حياتنا فهى سبيل التنوير ودرب التقدم والوصول إلى الازدهار والرقي، حيث تُقاس نهضة أمة أو تقدم بلد بمدى ثقافة ابناءها، ومن هذا المنطلق، رغبنا في سماع تجربة مختلفة من موهوبي الوطن وأصحاب القراءة، لتحصل الفائدة ويُشرق الإلهام هنا في هذا الحديث مع القارئة لمى الحربي
*حدثينا عن قيمة القراءة في حياتك *
محبةٌ للقراءة منذ الصغر فكنتُ اقرأ في قصصَ الأنبياءِ وأعمالَ العظماء قال تعالى: (اقرأ باسمِ ربك الذي خلق). وقد أصبح نهجي محمدي وتأصيلي قيمي لذلك أحب دائمًا أن أقدمَ المساعدةَ للغير
ومن هنا بدأت رحلتي في قيادة مبادرتي #مُبادرة_مُلهمون
وهي مبادرة تهدف إلى تحفيز الطلبة للسعي وراء أحلامهم وصقل مواهبهم، الإيمان بقدراتهم، ووضع أهداف قصيرة المدى لتُّوثِّقَ بصمةَ أحلامنا وأهدافنا طويلة المدى
“لنحدث نحن -الشباب- التغيير الذي نود أن نراه في العالم”
بدأ حبي للقراءةِ في عمر السابعة فكنت اقرأ الصحف التي يبتاعها والدي ومن ثم بدأت اقرأ سلسلة قصص الأطفال ومن قصص الأطفالِ مرورًا بمجلّاتٍ وقصصٍ مُصوّرة، حتى امتلكت أول كتاب خاص بي في حياتي بعمر الثامنة والذي كان هدية من صديقة والدتي أ.لمياء
أما رحلتي مع تحدي القراءة العربي فقد بدأتُ الصعود للتو ولن أبرحَ -بإذن الله- إلى أن أحصل على لقب بطلة تحدي القراءة العربي وأمثل وطني خير تمثيل في هذا المحفل العالمي أو أمضيَ حُقُبا
ويقول علي ابن أبي طالبٍ رضي الله عنه :
وفي الجهلِ قبل الموتِ موتٌ لأهلهِ
وأجسادهم قبل القبورِ قبورُ
أما عن رحلتي في التحدي هذا العام فوصلتني جوازات القراءة متأخرة أنا وصديقتي أحلام هشام فكنا في سباقٍ مع الزمن لتسليمها في الوقت المحدد -وبفضل الله وتوفيقه- استطعنا تلخيص ٥٠ كتابًا في وقت قياسي مقداره أسبوعٌ واحدٌ فقط.
جاء خبر موعد المقابلة على مستوى المكتب قُبيلَ يومٍ واحدٍ فقط من المقابلة فلم يكن يسعُنا الوقت للإستعداد، وتمت المقابلة وبحمد الله و بعد سبعةِ أيامٍ ظهر خبر اجتيازنا لتصفيات المكتب وتأهلنا للتصفيات النهائية على محافظةِ جدة، ناقشنا الكتب كثيرًا مع أ.حنان السليمان وكانت تخصص لنا من وقتها الكثير لتدريبنا والتحاور معنا عن الكتب التي قرأناها ولا أنسى دعم مشرفة النشاط في مدرستي أ.حسنة الكناني فكلماتِ الشكر لن تفي ماقدموه فجزاهّن الله عنّا خير الجزاء.
وبعد يومان فقط من إعلان النتائج كان موعد المقابلة للتصفية النهائية على محافظة جدة فلا أنسى حماسي ولهفة قلبي لأرى واسمع نتاج الكدح والكفاح وقتها والحمدلله كان التحكيم النهائي جميل جدًا
حصلت على المركز الثاني على محافظة جدة بمجموع درجات ١٠٠/١٠٠ والحمدلله ،ومن هنا بدأ التحدي الأكبر، اجتياز تصفيات المملكة والتي ستقام في مكة المكرمة وتمثيل المملكة العربية السعودية في الإمارات ،بدأت الورشة التدريبية للطالبات المتأهلات على مستوى إدارة تعليم جدة و تعجز الكلمات عن وصف مدى امتناني بالرغم من أنني لم أنل لقب بطلة تحدي القراءة العربي وأن فريق جدة لم يتمكن من تمثيل المملكة في هذا المحفل الضخم والذي يجمع سائر الأمصار العربيةِ والإسلامية ولكن استطعنا أن نكوّن أسرةً مُحبّة وداعمةً لبعضها البعض فمن زميلاتي المتأهلات (هديل، ليان، تولين، منار) وحتى رئيسة قسم المكتبة والبحث أ.نوال زعير و رئيسة قسم اللغة العربية أ.فتحية الزهراني ومشرفة اللغة العربية أ.حليمة الطيب و مقدمات الورشة التدريبية: أ.إيمان الزول و أ.ريم الزهراني أقِفُ عاجزةً عن التعبير عن مدى امتناني وشكري، فشكرًا من أعماق القلب، شكرًا بطولِ ليلٍ سرمدي، وذِكرى لقاءٍ أبديّ.
خرجت من تحدي القراءة العربي بالكثيرِ من الفوائد ولعّل أبرز هذه الفوائد أن عليّ اختيار الكتب المفيدة التي تغذي العقل فكما تقول أ.فتحية الزهراني :”الكتب كالغذاء منها المفيد والضار، عليكِ اختيار السليم منها لكي يفيد عقلك وينميه” .
بعد تحدي القراءة العربي شاركت في مسابقة نابغة جدة والتي حصلت فيها على المركزِ الأول وكان منجزي القرائي قصة مصورة تحدثت فيها عن رحلتي مع الكتب و بدعمٍ من مشرفة اللغة العربية.أ هناء عبد الغفار -جزاها الله كل خير- ،وبعدئذٍ شاركت في مسابقة #اقرأ_لترقى وبفضل الله وتوفيقه حصلت على المركز الأول .
آمل أن أتمكن من ترك بصمتي وأن استمر في تسخير جهودي وطاقاتي لخدمةِ مهبط الوحي ومنبع الدين الإسلامي، وطني، وطنٌ قد ظل يزرع فيَّ كلَّ فضيلةٍ والآن آنُ حصاده، وأن أُسخِّرها في نشر حب القراءة بين شباب وطني والعالم العربي والإسلامي .
أؤمن بأننا أمة اقرأ وأن القراءة هي السبيل الأوّل للإبداع و تكوين المبدعين والمخترعين والأدباء والمفكرين لخدمة سائر الأمصار العربية والإسلامية فالأمم القارئة هي الأمم القائدة، ومتى ماقرأت أُمّة، وصلتْ للقمّة.
-اقرأ لأن حياة واحدة لاتكفيني
-اقرأ لأن القراءة تحمل الإنسان إلى خارجِ نطاق المعقول إلى المريخِ والمشتري
-اقرأ لأتحاور مع أعظم العقول التي عاشت عبر العصور الماضية
-اقرأ لتتسع مداركي ،اقرأ لأن القراءة كضوءِ الشمس تتسلل إلى جنبات عقلي وتضيئه