أصداء وطني – مشعر منى :
تبدأ قوافل الحجيج في ساعة متأخرة من مساء اليوم (الاربعاء) الاستعداد للانطلاق لرحلة الحج حيث تصعد أفواج ضيوف الرحمن إلى مشعر منى لقضاء يوم “التروية” ، وسط استعدادات متكاملة واستنفار عال من أجهزة الدولة كافة، إذ تحولت العاصمة المقدسة إلى قاعدة عمليات كبرى تقود من خلالها أرفع قيادات الدولة شؤون خدمة وفود الرحمن
“أصداء وطني” من خلال جولتها الميدانية، رصدت استعداد مشعر منى لاستقبال حجاج بيت الله الحرام ، إذ تحول إلى مدينة متكاملة ربطت بشبكة مواصلات واتصالات وخدمات صحية متكاملة، بينما باشرت مؤسسات الطوافة عبر مكاتبها الميدانية تقديم الخدمات المباشرة لضيوف الرحمن ووضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ خطط التصعيد إلى المشاعر المقدسة، بعد تأمين حافلات النقل التابعة للنقابة العامة للسيارات، التي أمنت مقاعد لنقل كافة ضيوف الرحمن.
وخطة التصعيد حرصت على أن تجري عمليات نقل الحجاج إلى منى وفق آلية تضمن وصول جميع حجاج بيت الله الحرام بكل يسر وسهولة ومن دون حدوث أي تأخير، بينما جرى تدعيم الحافلات بمرشدين ذوي خبرة ودراية كاملة بكل الطرق والمواقع الخاصة بمساكن الحجاج في مشعر منى وعرفات، للإسهام بشكل مباشر في توفير أقصى سبل الراحة لضيوف الرحمن من خلال إيصالهم إلى مخيماتهم.
ونشرت مكاتب الخدمة الميدانية حافلات النقل على مقار سكن الحجاج منذ وقت مبكر، مع توفير العمالة اللازمة لحمل حقائب الحجاج الى الحافلات، بعد توزيع أساور يد لكل حاج تحوي معلومات السكن في مكة ومنى وعرفة، وأرقام هواتف الخدمات الميدانية التي تقدم الخدمة للحاج، تسهيلاً على الحجاج في الوصول الى مقر سكنهم في حال عدم معرفة أماكنهم. الى ذلك طبقت إدارة المرور خططها للتصعيد من خلال نشر الفرق الميدانية على الطرق والميادين كافة المتجهة من مكة إلى مشعر منى، لتسهيل حركة سير قوافل الحجيج، وتمكينهم من الوصول إلى مخيماتهم بكل يسر وسهولة، في الوقت الذي سيثمر قرار منع الحافلات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً من دخول مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في تخفيف العبء على الحركة داخل المشاعر، إضافة الى حجز المركبات المخالفة التي يستخدمها اصحابها في نقل الركاب، فيما سيتم منع دخول الدراجات النارية والسيارات التي لا تحمل تصريحاً من دخول المشاعر المقدسة وناشدت إدارة المرور الجميع بالتعاون مع الإدارة، وتجنب الوقوف نهائياً في الشوارع المحيطة بالحرم المكي الشريف والطرق المؤدية إليه، مؤكدة بضرورة التنسيق المتواصل مع مؤسسات الطوافة في عملية نقل الحجاج إلى منى وعرفات ومن جهة اخرى أكد معالى أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ان الامانة قد انهت كافة استعداداتها وخططها التشغيلية وبرامج عملها الخاصة بأعمال موسم حج عام 1435ه.
وقال معاليه إن الامانة ركزّت عند وضع الخطة على نتائج القطاعات العاملة في الموسم الماضي والاستفادة منها بما يضمن إن شاء الله تلافي السلبيات وتطبيق أقصى درجات المرونة في التنفيذ والسرعة في الانجاز وبما يتلاءم مع ظروف الموسم التي لا تقبل التأجيل، وتم حشد كافة الطاقات البشرية والمادية ودعم فرق الأمانة بفرق مساندة من وزارة الشؤون البلدية والقروية والبلديات والأمن العام والمجاهدين والكشافة إضافة إلى عدد من المراقبين الصحيين الموقتين من طلاب الجامعات والمعاهد الصحية، كما تم تجهيز المعدات والآليات وتسخير كافة الإمكانيات اللازمة لتقديم أعلى مستويات في الخدمات البلدية لحجاج بيت الله الحرام مع الأخذ في الاعتبار جميع المشاريع الجديدة التي تنفذ في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة للاستفادة منها خلال موسم الحج. وقال البار ان الأمانة هيأت كافة طاقاتها البشرية والمادية لخدمة ضيوف الرحمن وتم تجنيد (23050) شخصا لتنفيذ الخطة التي تشمل جميع المجالات، ففي مجال النظافة سيكون العمل على مدار 24 ساعة في المناطق المزدحمة وذلك بنظام الورديات المتداخلة، كما تمت زيادة أعداد العمالة حيث سيتم الاستفادة من (14000) عامل نظافة منهم ( 7500) في مكة المكرمة و(6500) في المشاعر المقدسة، وهم مجهزون بأكثر من (1000) من المعدات المتنوعة في الاشكال والاحجام ة، منها (665) معدة في مكة المكرمة و(360) في المشاعر المقدسة، وتم تخصيص فرق مركزية لمواجهة أي حالات طوارئ كالأمطار أو الحرائق لا سمح الله أو لدعم أي منطقة عند الحاجة. وسيتم العمل على مدار 24 ساعة في أيام الذروة بالاستعانة بمراقبين ومشرفين اضافيين في تلك الفترة وتم دعمها أيضاً بالمعدات اللازمة مثل الشفاطات والمكانس الآلية لتجميع النفايات من الجسر والبوبكات والقلابات والشيولات وغيرها، وسيتم تخزين النفايات الموقت بعد كبسها بمشعر منى لمواجهة صعوبة حركة المعدات والاستفادة من الصناديق الضاغطة والمخازن الأرضية بأقصى درجة حيث هيأت الأمانة (1100) صندوق كهربائي ضاغط و(9) صناديق تعمل بالطاقة الشمسية و(131) مخزنا أرضيا تستوعب في مجملها أكثر من (14000) طن من النفايات، كما سيتم توفير أكثر من (4000) حاوية صغيرة مقاس240 لترا وتوزيعها في مناطق المشاعر المقدسة، وعدد كبير من الدراجات والعربات صديقة البيئة وسهلة الاستخدام في المناطق المزدحمة.
أما في مجال صحة البيئة ومراقبة الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية فقد تضمنت الخطة تكثيف الأعمال في هذا المجال، حيث يوجد في مكة المكرمة حوالي (33000) ثلاثة وثلاثين الف محل تجاري وغذائي و(2229) محلا موسميا، أما في المشاعر المقدسة فهناك (643) بين محلات موقتة ومباسط موسمية ومخابز وغيرها، اضافة الى مواقع الحلاقة بمشعر منى والبالغ عددها (1100) كرسي، وتتم متابعة جميع هذه الاماكن والتأكد من استيفاء الاشتراطات الصحية ومصادرة المواد التالفة وإجراء التحاليل المخبرية لجميع العينات من المواد الغذائية بالإضافة إلى تنظيم أعمال اللجان المشاركة مع الجهات الحكومية مثل لجنة الغش التجاري ولجنة مراقبة الاسعار ولجنة منع البيع العشوائي ولجنة مكافحة الباعه الجائلين وغيرها من اللجان.
وضماناً لنجاح خطة هذا العام في خفض أعداد الحجاج والتصدي للمخالفين والمتسللين، أعدت الجهات الأمنية عددا من نقاط الفرز لمنع الحجاج غير النظاميين من دخول المشاعر المقدسة، فيما شهدت منافذ مكة المكرمة عبر مداخلها الخمسة حالة تأهب قصوى لمواجهة تزايد أعداد الحجاج المتسربين، مع توفير نظام البصمة على تلك المواقع انفاذاً لقرار ترحيل المخالفين ومعاقبة المواطنين المخالفين. وانتشرت في الوقت ذاته، فرق الكشافة في العاصمة المقدسة، حيث باشرت إجراء مسح ميداني للتعرف على مواقع مجموعات الخدمات الميدانية لمؤسسات الطوافة ومخيمات حجاج الداخل إضافة إلى مقار بعثات الحج الرسمية.