في كل يومٍ وطنيٍّ نحتفي فيه بإنجازات المملكة وجهود رِجالها.

 ننسى أنفسنا،ما الذي قدمناهُ نحن البسطاءُ للوطن ؟

مرابطوا الحد الجنوبي يذودون عن أرضنا، المبتعثون يذوقون مرارة الغربة من أجل تقدم البلاد ورفعتها، رجالٌ يعملون هنا ونساءٌ يعملن هناك.. كل هذا وأكثر في سبيل تنمية اقتصادنا ومجتمعنا.

مرةً أُخرى، مالذي تقدمهُ أنتَ لهذا الوطن ؟ لا زلتَ تُعارض قيادة المرأة، تتسترُ على المخالفين، تنشرُ الشائعاتِ، تتركُ سيجارتك على الرصيف، تخالفُ المرور وترمي مخلفاتك في قارعة الطريق.

 أهكذا يفعل المحبّ بحبيبته؟

محبة الوطن يا أيها المواطنُ أسمى من لافتاتٍ وأغنياتٍ عذبة.

إنّ محبة الوطن تنبعُ من داخلك، تدفعكَ للبذل، توقظكَ من منامك لتسأل نفسك كل صبيحة:

ما الذي سأقدمهُ اليوم لوطني؟ كيف سأساهمُ في تنميته؟ كيف سأكون مواطنًا فاعلاً في مجتمعي؟ أيَكفي أن احتفي بوطنيتي خلال أربعٍ وعشرين ساعة فقط ؟ فكّر بعقلانيةٍ أكثر ! كيف تعيش على أرضٍ لا تُقبلُ جبينها سوى مرة واحدة كل عام؟ ألا تستحق منا هذه الأرض المباركة قُبلةً في كل يوم ؟ قبلة أمانة وصدق، قُبلة عزيمةٍ وإنجاز.

مَن ينتمي حقاً لهذا العَلم الأخضر الذي لا يُنكّس عليه أن يرتقي بنفسه ومجتمعه، ثم من باب الوطنية أن تعمل لا أن تكتفي بالأحاسيس وحسب.

أن تميط الأذى بدلاً من قولك كم أحب أن يكون بلدي نظيفًا ، أن تبتسم بوجه المدينة بدلاً من نعتها بالكئيبة.

ولا تنسى، يومُنا الوطني ليس بيومٍ يا صديقي وإنما دهر، ومرادف الوطن ليس حُب وحسب وإنما إخلاصٌ وعمل.